الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

زهرة

(الزهرة هي الوحدة "التكوينية" للرياض، ومصدر الإلهام للفكر والشعر والفن كله. وفي القصيدة "التالية" وصف لها بعد أن حيّتها السماءُ بتغريدتها وأرسلت إليها غيثها الهتون فاخضوضر الروض كأنما شع فيه (نور الله) ثم وصفها بعد أن تغرد وتبسم في فم الدنيا ثم حين يقتطفها العابثون من محبي الجمال فتذبل وتتناثر فتروح ضحية هذا الحب الغرير وفي هذا النشوء العجيب، ثم هذا الذبول مثال لضحايا الحب العابث ومثال للحياة والموت ونواميس الطبيعة التي تتجلى فيها عظمة الخالق للكائنات، فالقصيدة - إذاً - تسبيحة فكرية هادئة).

بهذه المقدمة قدمت القصيدة للنشر في جريدة "صوت الحجاز" ومع ما في القصيدة من إيمان دافق فللتاريخ: أسجل اعتراض رجل الدين مراقب النشر عليها ومنعها من أن تنشر آنذاك - بحجة ما فيها من نسبة الأرض والخلق والنور لله، ومعان على هذا النسق، وليدرك الجيل الجديد مدى حقيقة التطور الذي يعيشه بكل ما فيه:

أوْفَى إلى مهد الخما

ئل عبقري من نداه ⁽¹⁾

وكأنه نور الإلـ

ـه أضاء في أرض الإله

فترنحت أعطافه

وسرى بها رَوْحُ الحياهْ

وترعرعت أزهاره الـ

حمراء تَبْسِمُ كالشفاه

وضفت بأنفاس الربيـ

ـع وضاع في الدنيا شذاه

ومضت مع الأصباح تُنْـ

ـشِدُ في فم الدنيا لغاه

فصحا الضياء من الكرى

وضفا على الدنيا هداه ⁽²⁾

ومشى العوالم في منا

كبها: هداة أو غواهْ

وأتى الخميلة عابث

عشق الجمال وما وعاه

قطف الزهور من الغصو

ن لكي يَبَرَّ بها هواه

فذوت على كفيه تسـ

ـخر من هواه ومن نُهاه

هي بيت شعر من نشيد

الكون نَمَّقه الإله

هي مَشْعَل التوحيد ينـ

ـضح بالقداسة جانباه

هي بسمة الدنيا لفتـ

ـنة سحرها تعنو الجباه

هي غادة الوادي تهد

هدها الطبيعة في رباه

هي قُبلَةُ الأيك المُدَلَّـ

ـى فوق أحداق المياه

هي مزهر الموهوب تلـ

ـهمه أهازيج الحُداهْ

هي نفثة العشاق فيـ

ها يَنْشِقون حروف (آه)!

هي لوعة المشتاق تلـ

ـهبه، وتستوحي لآه! ⁽³⁾

هي نجمة الفجر النَّدِيّ

تغور في شَفَق الغُداه

عجباً كذا الإنسا

ن بين وجوده أو منتهاه

لفظان في معنى الحيا

ة هما: عساه. وما دهاه؟

هو فيهما أسطورة الأ

حقاب يرويها الرَّواه

ثوب الطبيعة جَلّ مو

شيه وقُدِّس من براه

خلق يصفق بالربيـ

ـع يقول: سبحان الإله

أفلا يَخِرُّ موحداً

ويفيض طهراً من يراه؟!

قسمّاً بمن حاك الربيـ

ـع وبالبدائع قد حباه

إني عرفت الله من

نَوْرِ الأقاح المزدهاهْ ⁽⁴⁾

[1]	عبقر: (بفتح العين وسكون الباء وفتح القاف) عبقرة. الشراب تلألأ - العبقري كل ما يتعجب من كماله وقوته وحذقه والعباقري ضرب من البسط الفاخرة.
[2]	ضفا: سبغ فهو ضاف.
[3]	اللأي: (بفتح اللام والهمزة أو سكونها) الشدة والمحنة واللأواء.
[4]	النور: (بفتح النون وسكون الواو) الزهر واقاح واقاحيّ (بتشديد الياء) جمع قحوانه واقحوانة والقحوان والأقحوان نبات له زهر أبيض وأوراق زهرة مفلجة صغيرة يشبهون بها الأسنان.

طباعة

تعليق

القراءات :648

التعليقات :0

صفحة 58 من 1288

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 23/02/1436ھ الموافق: 12/15/2014م

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.

المزيد >>