أيها السادر في النوم العميق |
آن أن تصحوُ.. قد حان البكور |
فتيقظ.. ها هو الكون صحا |
وانض عن جفنيك أحلام النعاس |
واستفق، واسمع أغاريد الطيور |
إنها تشدو بأنغام السحر |
صحوة الفجر وما أمتعها |
تملأ النفس ابتهاجاً، ورضى |
حين ينضو الصبح أستار الدجى |
والرياض الخضر يكسوها الربيع |
حُلّة من وَشْيِه الزاهي الجميل |
وإذ الأوراق غطّاها الندى |
ونسيم الفجر صبٌ راحم |
يمسح الأنداء عن خد الزهور |
فيفوح الزهر عطراً وشذى |
ويغني الطير في سمع الحياه |
ناغماً فوق أفانين الشجر
(1)
|
وسرى الجدول رقراق الخطى |
في حضون الروض والزهر النثير |
مثل حسناء تَلَوَّت في سرير |
فاستبق وقتك. فالوقت ثمين |
واغنم اللذات في إبّانها |
صاحيات قبل ما تصحو ذُكاه |
أيها الشاعر يا غض المنى!... |
يا رهيف الحس شفاف الفؤاد |
مالك الآن حليف المضجع |
غافلاً عن بهجة الكون المفيق |
قُمْ.. فهذا الكون يَحْتثُّ الصباح |
واهتبلها فرصة سانحة
(2)
|
واشحذ الفكرة، واستوح الرؤى |
أنت أحرى إذ تعي دون الورى |
منطق الطير، وأسرار الوجود |
فلُغى الأطيار في أوكارها
(3)
|
صادحات بمزامير الخلود |
منطق يفهمه من خصه |
خالق الطير بنفس الشاعرين |
فابعث الشعر كآمال الشباب |
واشد كالطير بألحان عذاب |
نغماً تسترجع الدنيا صداه |
صادق اللهجة يوحيه الشعور |
إنه شيء كمين في الصدور! |
فإذا فاض وضاقت عن مداه! |
دفقت أنفاسه عبر الشفاه! |