يا بحر!. موجك عارم متدفق |
وبشطك الدنيا صراع مُحْدِق |
يا بحر!. إنك أنت دنيا وحدها |
كونٌ يَعجُّ: فَمُزَبِدٌ، ومصفق |
يا بحر!. كم في طي موجك من لُغى |
تسمو النفوس لفهمها وتُحلّق |
يا بحر!. إنك قوة دفاقة |
ترنو إليها العين وهي تُحَدّق |
يا بحر!. صوتك نغمة تردادها |
لحن تُساوِره القلوب منمق
(1)
|
يا بحر!. جئتك هارباً من عالَم |
بالشر ممتلئ الجوانب يَدْفُق |
وأتيت ألتمس السكينة واللّها |
ورجوت عندك مُنيةً تتحقق؟! |
لكن وجدتك عارماً متمرِّداً |
ووجدت حولك عالماً يتدفق |
إني وجدت الناس عندك هُوَّمَاً |
مهجاً تذوب وأنفساً تَتَحَرَّق |
إني وجدت الناس قد هَرَعوا إلى |
شطيك مثلي والمُنى بك تَعْلَق |
يا بحر هل في شاطئيك بقية |
لجراح قلب بالضنى يتشقق
(2)
|
إني تلمست الدواء لموجَع |
وببعض معنى البرء قلبي يخفِقُ |
لولا شوائب بالفؤاد تعشقت |
وبكل قلب صبوة تتعشق |