صاح هذي خمائل الأزهار |
فاصغِ للطير في ذَرَى الأوكار |
صادحات أنشودة الأسحار |
واتبعني وطلعة الفجر نشوى |
تلهم الشعر في حنان ونجوى |
إنَّ في منطق الطبيعة شعرا |
عبقرياً يخامر الألبابا |
في اندفاق الجداول الدفدافهْ |
في أريج الأزاهر الرفرافهْ |
في النِّسام اللطائف الزفافهْ |
أي شعر يُذْكي شعور المُعَنَّى |
يسرق الخطو للنفوس الهُوَيْنا |
أن أفيقي، وقَبِّلي للربيع |
شفتيه، وهات هيا الرَّبابا |
في حفيف الأشجار وقت الأصيل |
في اخضرار الروض الأنيق الظليل |
في بهاء الخد الوديع الأسيل |
في غناء الأطيار لحن البكور |
في انسياب النفوس عند الغدير |
أي شعر يَهُزُّ فينا الشعورا |
ويهيج الجديد منه الكمينا |
في وداع الأحباب يوم الرحيل |
في حنين الخليل نحو الخليل |
في بكاء العشاق ذكرى الطُّلول |
في ذبول الزهور تحت الشتاء |
في كرير الطيور بعد المساء |
أي شعر يثير فينا الشجونا |
ويذيب الأحشاء منا حنينا |
فاغتنم زهرة الربيع طروبا |
واملأ الصيف بهجة ووثوبا |
واتخذ فَضْلَةَ الخريف حبيبا |
وادفء القَرّ والشتاء بحر |
من ضِرام الهوى ودفء الصدر |
إنَّ شعر الحياة سرُّ الشعر |
والشعور العميق فحوى الغناء |
وادّخِرْ نضرة الصبا للرجاء |
وكفاح الشباب عبء البناء |
وفؤاد الشيوخ ثوب رضاء |
وتَنَاسَ الصعاب تتلو الصعابا |
واجعل العمر للمعاني كتابا |
واعْمُر النفس غبطة بالأماني |
فالأماني مَطِيَّةٌ للعزاء |