وهَفْهافَة الأعطاف وَضّاءة الرؤى |
تَخَطَّرُ في بُرْدَيْ جمال وهيبة |
تبدّت كما شاء الدَّلال على الهوى |
كساها الشّباب الغَضُّ أحسنَ حُلّة |
نظرت إليها أولَ الأمر نظرة |
على غير عمد نظرة المُتْلفِّت |
فما هو إلا أن أُخذت بسحرها |
وكانت لقلبي فتنة أيَّ فتنة |
رمت بسهام اللحظ قلباً مُهَفْهَفاً |
فأصمت وما أدْمت حفيظة مهجتي |
وما هي إلا ساعة فتملكت |
جناني وأمست بعدها كُلَّ مُنْيتي |
أحنّ إليها كلّ آن ولمحة |
وفي كلّ إمساء وكلّ صبيحة |
ويخفق قلبي كلّما شِمْتُ بارقاً |
كأنّ لميع البرق من وَقْدِ زَفْرتي |
وأهفو لذكراها الحبيبة كلّما |
يُغَرِّدُ طير فوق أفنان دَوْحة |
كَأَنَّ غناء الطير من لَحْنِ حسّها |
تراقصت الدُّنيا عليه وغَنَّت |
أحسُّ نسيم الصُبْح ريّا رُضابها |
أَهَبَّتْ بقلب الكون هِزَّة نشوة |
فأستافه حتى يخامر مهجتي |
ليُبْلِغها عنّي رقيق تحيّتي |
ويروي لها ما بي على البعد والجوى |
وحيرة قلبي بين صمت ولهفة |
ويفضي إليها مُنْعِماً بالذي حوت |
حشاي من السِّرِّ الذي قد أَكَنَّت |
هو الحب أكسير الحياة فما أرى |
فؤاداً خَلِيّاً من غرام وصبوة |
هو الحب الهام وألفة أنفس |
تشعُّ وتستوحيه أخرى بنظرة |