أيُّ رُزْءٍ دها، وأيُّ مصاب! |
جلّل العرب بالأسى والعذاب |
دبّ في جسمهم دبيب انسياب |
كدبيب الحِمام والأوصاب |
ناهشاً في القلوب والأعصاب
(1)
|
كلما طاف بالعروبة عاد |
ودعا للجهاد داعي الجهاد |
تتلاشى أصداؤه في البوادي |
مثل ريح تمضي هباءً بوادي |
ليس يُشْفَى ولا بِرَجْعِ خطاب |
لهف نفسي ويا أسى قلباه!. |
هكذا يملك الأمورَ السِّفاه!. |
كم دعونا وأنشقت الأفواه |
بنداء وليس ثَمَّ انتباه!. |
أيها المسلمون!. بعضَ حساب |
إن منّا جوانحاً في عذاب |
قد تمطّى فغال كلَّ الرِّقاب |
يتوالى عليهمو بانسكاب |
كبناء مهدّم الأجناب |
تتوالى عليه أيدي الخراب |
كلّ يوم يفني النضالُ المئينا |
ويروح الرجال فيه طحينا |
فكأنّ العيون عنه عمينا |
وكأنّ النداءَ كان طنينا |
حسبوه طنين سَرْبِ الذباب
(2)
|
ذي (فِلَسْطين) كم تَئِنُّ أنينا |
تشتكي داءها الأليم الكمينا |
تملأ الجوَّ بالنداء حزينا |
تطلب العون منكمو والمعينا |
ويحكم.. إن عيشها في لُهاب
(3)
|
فاحذروا من غدٍ أمرَّ وأغْبِرْ |
حين يسري اللَّهيب في كلّ مَعْبَرْ |
وتجول الأطماع فيكم وَتَنْخَرْ |
والعدو الحقير يطغى ويَسْخَرْ |
فاطفئوا النار في وَصيد الباب
(4)
|
أيها القوم.. إنكم في اتحاد |
من عرى الدين وهو خير عماد |
واتحاد في أصلكم والبلاد |
لا تكونوا أضحوكة للأعادي |
بافتراض يُرْدِيكمو في تَبَاب
(5)
|
كلما قيل إنكم في صعود |
وارتقاء إذ أنتمو في صعيد
(6)
|
كلما لاح بدركم بالسعود |
إذ كتبتم عليه: غير سعيد؟.. |
هل هنئتم نفساً بعيش التُّراب؟ |
حرّروا الفكر من بلاء الجمود |
أطلقوا النّفس من إسار القيود |
واسلكوا الدَّرب في زحام الوجود |
لا تكونوا لغيركم كالعبيد |
فتسيروا تبعاً بكل ركاب |