الله يشهد، والتّاريخ، والحقب |
ما يفعل المسلمون - اليوم - والعرب |
إن شئتموا فَسِمُوا بالعارِ لِمَّتَكم |
أو فاملأوا مسمع الأيام ما يجب
(1)
|
هذي (فِلَسْطِين) تدعوكم لنجدتها |
عاث الغريب وضاع الحقُّ والأدب |
فيها لكم أخوة في اللّه تجمعكم |
بهم وشائج منها الدِّين والنَّسب |
قد عُذّبوا واستبيحوا في ديارهمو |
وسُوِّموا العسف، وانتابتهم النُّوَبُ |
لبَّوا النداءَ وذودوا عن محارمها |
بالسَّيف، والمال، والأرواح تلتهب |
لا تنكروا أخذكم بالسّيف حقكمو |
فالحقُّ من جاحد بالسَّيف يكتسب |
مهلاً (فِلَسطين) إنا معشر عرب |
فينا المروءة دِينٌ، والعلا: حسب |
لسنا بغاة، ولكن إن بغى أحدٌ |
على حمانا رددنا البغي يضطرب |
إن الذين دَعَوْا للسلم، وانتظموا |
له مُنَظَّمَةٌ ضجّت بها الخطب |
ودندنت صحف الدّنيا مُنَمِّقَةٌ |
من الدَّعاوي كثير الخير يُرْتَقَب |
وصدَّق الناسُ - بعضَ الصِّدق - ما ألفوا |
نكرانه - وعرانا البشر، والطَّرَبُ |
واهتزَّت الأرض - حيناً - فهي تائهة |
عجباً بما صنع الإنسان والعُصَب
(2)
|
ما بالهم نسجوا من صنعهم كفناً |
وارى الوليدَ ولمّا ينته العَجَب؟ |
وأين ميثاقهم - عبر المحيط - وما |
جَفَّ المداد على العهد الذي كتبوا؟. |
يا قادة العرب.. هُبُّوا نحو غايتنا! |
لا يلهنا الغرب بل حَيَاتُهُ الرُقُب |
إن المواعيد والآمال مضيعة |
أصابنا الوَهْنُ - جرّاهُن - والنَّصَب |
ويُركب الصَّعبُ للغايات فادرعوا |
إن العواليَ - قِدْماً - للعُلىَ سبب |
من يطلب الموت أرضته الحياة ومن |
يحرص عليها فقد يفنى ويُسْتَلَب |
لو مات ذاك ففي الأحياء سيرته |
أو عاش هذا ففي الأموات يُحْتَسب |
لا يُعْرَف المرءُ إلا عند محنته |
والشعب يُعْرَف إن حاقت به الحُزُب
(3)
|
والمجد لا يرتجى: سؤالاً، وتكرمة |
المجد تكسبه الأخلاق، والقضب |
بالله كُفُّوا عن الأقوال مسهبة |
لينطق اليوم - من أرماحنا السَّلِب
(4)
|
لا يحقن الدَّم - إن ديس العرينُ، وإن |
عاث العداةُ - به - إلا الدَّم السَّرب
(5)
|
* * * |