| وسلوتُ دنيا لن تُطيل مُقامي |
| فنُدوبُها مُستدنياتُ حِمامي |
| يا كم وقفتُ بِها بَأبوابِ الهوى |
| ونَصبتُ للغِيدِ المِلاحِ خيامِي |
| ولكَمْ ضحِكتُ. وكَمْ بكَيتُ وكَمْ وكَمْ |
| صابَرتُ فيها وارتَضيتُ مَلامي |
| حتّى سَخرتُ بِفرْحِ عُمْرِيَ كُلِّهِ |
| وبحُزنيَ المأسورُ في تَهيامِي |
| فكتبتُ عُنوانَ البِدايةِ صادقاً |
| وَوهبتُ للسطرِ الأخيرِ زِمامي |
| ماذا أحدّثُ عن زمانِ صبابتِي |
| ولِمَنْ أبُوحُ بِسطْوةِ الأيامِ |
| ماذا أحدّثُ والفُصولُ طويلةٌ |
| وحكايتي. نصْلٌ وألفُ سِهامِ |
| وإذا صمتُّ عنِ الكلامِ تأدباً |
| فالصَمتُ حِرزٌ والسكوتُ لجامي |
| حاكيْتُ آلامِي بفطنةِ عاقلٍ |
| وإذا الحقائقُ واثباتُ أمامي |
| عجبَاً تؤرّقنا الظروفُ بعنفِها |
| حتى يكونَ الخيرُ في الإحجامِ |
| وغداً أُريحُ وأستريحُ من الجوى |
| ومِن الجفاءِ ونِقمةِ اللّوامِ |
| فإذا المعاناةُ الأليمةُ تنطوي |
| حيثُ النذيرُ يدبُّ بين عِظامي |
| هَزُلتْ أمانيَّ التي سامرتُها |
| حتى الصباح لطاعةِ الإلهامِ |
| ماذا إذا آن الأوانُ وأوشكتْ |
| شكوى الرحيل تَبلُّ بعضَ أوامي |
| أنا راحلٌ ماذا أؤملُ غيرَ ما |
| أرجوه للأخرى وحسن ختامي |
| فكأنَّها البُشرى فنعمَ المُرتجى |
| لنهايةِ الإنعامِ والإكرامِ |
| يا رب فاغفر لي ذنوبي كلَّها |
| إنَّ الكتابَ يضجُّ بالآثامِ |
| يا رب جئتك والرجاء يُضيئني |
| وأتيتُ والقلبُ السليمُ وسامِي |