لو تعلمين بوَجْد صَبٍّ مُغْرَم |
حرْفي تمزّق من جفاءٍ مُحْكمِ |
فطنٌ ويخذلُني الذكاءُ وإنّني |
أرهقتُه ذلاًّ لوعْدٍ مرغِمِ |
وحلاوةُ التّحنانِ خفْقُ مشاعرٍ |
أزرتْ بها صحراءُ ليلٍ مظلمِ |
تلك السها أم تلك ومضُ غمامةٍ |
سطعتْ بمُهجةِ عاشقٍ متوهّمِ |
قد تيّمتْهُ بحيلةٍ مصنوعةٍ |
في ذات يوم من مساءٍ مُبهمِ |
أغراه في ضعْف الأناة شبابُها |
وفتونها في سحْر حسْن مُلْهمِ |
لا يستتب عبيره من حولها |
حتى يفيض بمعطفٍ متبسّم |
وجسارة الطرف الغويّ كأنَّه |
سهمٌ يغير بخافقٍ مستسلم |
حرَّ الغليل يقيه بَرْد لقائِها |
حسبي أقيم بحاضر متأزّمِ |
شاب الزمان لدى مُناه وأوغلتْ |
فيه الهموم على نقيضٍ مؤلم |
أو كلما زار الخيال مسلّما |
ولَّى بعيداً في عنادٍ مبرم |
في خافقي نبضٌ ضعيف يشتكي |
ظلْمَ الهوى. وحديثه لم يعلم |
تفضي سريرتُه إليك من الجَوى |
في كلّ ظنٍّ صادقٍ متفهّمِ |
لا يستحيل عليك رد ثباته |
يبكي لديك بعاصفٍ مسترحم |
يا همسة الأمل الكبير لعاتبٍ |
رؤْياك عيدٌ في بقايا معدم |
خبَّأْت أفراحي مدائنَ عسْجدٍ |
أنوارُها تزهو بحبٍّ مفعمِ |
لا ماؤها يسقي لشيمة غادر |
أو ظلها حلٌّ يُباح لمجرم |
وصباحها طهْرٌ يطيب لحالم |
ومساؤها أنسٌ يرُوق لمكلَمِ |
غيثُ السحاب إذا أصاب حدودَها |
أصداء نجوى طائر مترنّم |
* * * |
يا موسم الأمل الرقيق مباهجي |
ظمأى لرحلة واثق متعشم |
فمتى أراك وتستريح رواحلي |
هان الحديث فمات منِّي مُعْظَمي؟ |