شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
[جفاء ووفاء]
تناءيت في صمتي عن الناس سالياً
وفي وحدة السلوان ما زلت راضيا
كفى ما أقاسي اليوم شجواً وحسرة
فيا ضيعة الآمال يا بؤس حاليا
تنزُ جراحي مرةً إثر مرة
لظاها مدى الأيام ما زال كاويا
كأن معاناتي بها تستفزني
وتوقظ طرفي كل ما كان ساجيا
لتأخذني من خلوتي في دُجُنةٍ
بلا موعد ينبي عن الغدر عاتيا
وأن حياتي شيمة ومروءة
تناهت وفاءً كم أجابت مناديا
إذا ما صديق أثقلته طوارق
مشيت لتخفيف الملمات آسيا
ومن يصنع المعروف من غير منةٍ
فحاشاه أن تلقاه وغداً مجافيا
وأكثرُ ما في العمر مرّ كساعة
ولحظة ميعاد لما كان باقيا
ووا أسفاً. من يغترر بخداعه
سيكتبه التاريخ فظاً وقاسيا
ومفتتن بالزيف يُصلى بكيده
فلا يخطئ الإحساس ما كان خافيا
حذارك من وعد الكذوب فإنه
جهول بأسرار المصائر لاهيا
فلا تحسن الظن الجميل مؤملاً
مراضاة من لم يعطِ إلا تباهيا
فإني بلوت الناس حتى عرفتهم
وميّزت منهم صادقاً ومرائيا
وهل مثل أخلاق الرجال سجية
وهل غير ميراث المروءات واقيا
وأي جديد في الزمان يضيئنا
كذكر خليلٍ للمحبة وافيا
تبينت أن الحب يسمو تواضعا
نصول به براً نقياً وحانيا
وهذا هتاف الروح في كل عاشق
لمن كان محبوباً عزيزاً وغاليا
فأروي من الشعر الرقيق عواطفي
وأهجر آهاتي وبرحاء ما بيا
فتفرح نفسي بالمسرة والرضى
لتنهل من ورد المكارم صافيا
وهل يستفيق الغرّ من خيلائه
ويذكر بالتأساء ما كان ناسيا
كذلك لا أبكي على كل غادر
فكل مصاب منه يحتاج راقيا
دخائله السوداء بركان شامت
وإن خسيس الأصل من كان طاغيا
ولا تحسبن الفضل إلا وسامة
ولحناً بديعاً يجعل السمع صاغيا
ولن يستطيع المال إذلال عاقل
ولن يستقاد الحُرّ ما دام آبيا
وهل يستطيع الفَدم أن يبلغ العلا
ولو بلغ الجوزاء ينهار هاويا
ولا عجب إن كان للخير ضده
فَقِدْماً تمادى الشرّ في الناس فاشيا
وكل الورى ما بين باك وضاحك
وكلهمو يمسي لمثواه آويا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :806  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.