تناءيت في صمتي عن الناس سالياً |
وفي وحدة السلوان ما زلت راضيا |
كفى ما أقاسي اليوم شجواً وحسرة |
فيا ضيعة الآمال يا بؤس حاليا |
تنزُ جراحي مرةً إثر مرة |
لظاها مدى الأيام ما زال كاويا |
كأن معاناتي بها تستفزني |
وتوقظ طرفي كل ما كان ساجيا |
لتأخذني من خلوتي في دُجُنةٍ |
بلا موعد ينبي عن الغدر عاتيا |
وأن حياتي شيمة ومروءة |
تناهت وفاءً كم أجابت مناديا |
إذا ما صديق أثقلته طوارق |
مشيت لتخفيف الملمات آسيا |
ومن يصنع المعروف من غير منةٍ |
فحاشاه أن تلقاه وغداً مجافيا |
وأكثرُ ما في العمر مرّ كساعة |
ولحظة ميعاد لما كان باقيا |
ووا أسفاً. من يغترر بخداعه |
سيكتبه التاريخ فظاً وقاسيا |
ومفتتن بالزيف يُصلى بكيده |
فلا يخطئ الإحساس ما كان خافيا |
حذارك من وعد الكذوب فإنه |
جهول بأسرار المصائر لاهيا |
فلا تحسن الظن الجميل مؤملاً |
مراضاة من لم يعطِ إلا تباهيا |
فإني بلوت الناس حتى عرفتهم |
وميّزت منهم صادقاً ومرائيا |
وهل مثل أخلاق الرجال سجية |
وهل غير ميراث المروءات واقيا |
وأي جديد في الزمان يضيئنا |
كذكر خليلٍ للمحبة وافيا |
تبينت أن الحب يسمو تواضعا |
نصول به براً نقياً وحانيا |
وهذا هتاف الروح في كل عاشق |
لمن كان محبوباً عزيزاً وغاليا |
فأروي من الشعر الرقيق عواطفي |
وأهجر آهاتي وبرحاء ما بيا |
فتفرح نفسي بالمسرة والرضى |
لتنهل من ورد المكارم صافيا |
وهل يستفيق الغرّ من خيلائه |
ويذكر بالتأساء ما كان ناسيا |
كذلك لا أبكي على كل غادر |
فكل مصاب منه يحتاج راقيا |
دخائله السوداء بركان شامت |
وإن خسيس الأصل من كان طاغيا |
ولا تحسبن الفضل إلا وسامة |
ولحناً بديعاً يجعل السمع صاغيا |
ولن يستطيع المال إذلال عاقل |
ولن يستقاد الحُرّ ما دام آبيا |
وهل يستطيع الفَدم أن يبلغ العلا |
ولو بلغ الجوزاء ينهار هاويا |
ولا عجب إن كان للخير ضده |
فَقِدْماً تمادى الشرّ في الناس فاشيا |
وكل الورى ما بين باك وضاحك |
وكلهمو يمسي لمثواه آويا |