| جاءتْ وفي خيمةِ الآلامِ تسألُني |
| وعطرُها نفحُهُ يَسري فيؤنِسني |
| وفي تساؤلِها التَحْنانُ يأسِرُنِي |
| فلا إجابةَ غيرَ الصمتِ يلبسنِي |
| قالتْ: نأيتَ بلا عذرٍ أبرِرُهُ |
| فهلْ أصابَكَ سهمٌ من يدِ الزمنِ |
| أمِ الصبابةُ قد أغرَتكَ فانتصرتْ |
| فصرتَ منها رهينَ الحُسنِ والفَنَنِ |
| أمِ الدموعُ التي داريتَها زمناً |
| قد أمطرتْ في جفافِ البيدِ والمُدنِ |
| قل لي بربك هل نالتك جارحةٌ |
| ولم تُبحْ سرّها إلا إلى الحَزنِ |
| لِمَ العُبوسُ فأين الأنسُ كيف نأتْ |
| عنهُ البشاشةُ فاغتالتُهُ بالشجَنِ |
| قد كنتَ بالأمسِ نشواناً ومؤتلقاً |
| فلا يروقُكَ إلا هادئُ السكنِ |
| رحلتَ تكتُمُ عني كلَّ غامضةٍ |
| بلا شكايةَ من كيدٍ ولاَ ضَغنِ |
| أما سمعتَ نداءاتي ولاعِجتِي |
| نجوى مغردةٍ تدعوكَ للوطنِ |
| ومرَّ عامٌ فما أقواكَ مُغترباً |
| فالصبرُ شيمةُ أهلِ الفضلِ والفِطنِ |
| * * * |
| مدينتي (مكتي) والشوقُ يَسبقني |
| إني المصابُ علاجي باهظُ الثمنِ |