يا حنيني للبيوتِ البالية |
أينها زالتْ وعاشتْ باقية |
في خيالي صورٌ لا تنتهي |
وحديثُ الذكرياتِ الغالية |
كيف كان الليلُ من أولِهِ |
فيه إيحاءٌ لنومِ العافية |
ثم نصحو في بُكورٍ ضاحِكٍ |
وانطلاقٍ لشؤون سامية |
لا تقُلْ عن عيشِنَا ما لونُهُ |
وقناعاتُ نفوسٍ راضية |
واعتصامٌ من طموحٍ جائرٍ |
وثباتٍ لظروفٍ قاسية |
لم نهُنْ يوماً ولم تجرِفُنا |
عاصفاتٌ من رياحٍ عاتية |
كمْ غلبنا الصبرَ في آمالِنا |
واستعذنا منْ همومٍ واهية |
والسماحاتُ التي ما بيننا |
هيَ أقوى في عقولٍ واعِية |
وتشكلنا كياناً طيباً |
وتوحدنَا نوايا صافِية |
ذاك عصرٌ شاهدٌ عن حالِنا |
فكتبناهُ سطوراً زاهية |
حيثُ لا خُيلاءَ من مستكبرٍ |
أو جفاءٍ منْ قلوبٍ طاغية |
أو مغالاةٍ وقد كانت لنا |
ممكناتٌ من قليلٍ كافية |
فالأماناتُ شعارٌ للتُّقى |
وأمانٌ في حياةٍ فانية |
والخياناتُ سلوكٌ سيءٌ |
ينتهي أصحابُهَا للهاوية |
تلك أيامٌ خلتْ ثم انطوتْ |
في سجلاتِ العقودِ الماضية |
منذراتٍ شرَّهَا أو خيرهَا |
لسجايا تربياتٍ وافية |
إنما الحاضرُ أمرٌ مرهقٌ |
يا لحُزنِي للقلوب الباكية!! |