يا كمْ تسليتُ من ترديدِ ألحاني |
بما يُعبرُ عن وجدٍ وسلوانِ |
يحكي فؤادي به في كل بارقةٍ |
تُجددُ الأنسَ في آيات تَحناني |
أيامَ كانت حقولُ الحبِّ وارفةً |
فأستظلُ بها في سرّ إنسانِ |
وكنتُ لا أشتكي عنف الجوى أبداً |
كأنني غيرَ معنيٍّ بأحزانِ |
فلا جفاءٌ من الأحبابِ يخذلُني |
ولا رهانٌ على هجرٍ ونسيانِ |
* * * |
واليومَ صرتُ صدى صوتٍ لأشجاني |
وخلتُ أنّي غريبٌ بين إخواني |
وكنتُ أدنو من الأحبابِ في ولهٍ |
فلا محبةَ من قاصٍ ولا دانِ |
كأنهم في اغترابٍ عن مشاعرهم |
فكلُّهم حائرٌ يشكو لحيرانِ |
فصورة الحبِّ قد شاهت ملاحتُها |
إلا بقيةَ رسمٍ طيِّ كتمانِ |
كأنما الدهرُ قد أزرى بأحسنِهَا |
فانشقّتِ الأرضُ عن حقدٍ وأضغانِ |
هذيِ الحياةُ خداعٌ في مباهِجهَا |
هولُ التجاربِ أشقانِي وأبكاني |
وإنَّ نفسي التي باتت على سفرٍ |
ضاقتْ بآلامها والبوحُ أعياني |
ماذا أخذتُ من الدنيا فأعشقُهَا |
سوى خساسةِ خلانٍ وأخدانِ |
قد كنتُ فيها أبياً عن مساوئِها |
فما ضعفتُ وما من شيء أغراني |
وخفتُ حتى ضميري لا يعاتُبنُي |
على مصائبِ أوزارٍ وبهتانِ |
فلا مكابرةً أمشي بها نزِقاً |
ولا أقابلُ عدواناً بعدوانِ |
ويُنكر الناسُ هذا الرأي وهو حجىً |
ويُقبلونَ على أوزارِ في آنِ |
حاولتُ أنثرُ من شعري فرائدَهُ |
بكلِّ صارخةٍ في كلِّ وجدانِ |
لكنما زمجراتُ الشرِّ واثبةٌ |
شيطانُها يُنذرُ الدنيا بنيرانِ |