مَا بُكَائي لِلشَّوْق والتذكَارِ |
أو أَنِينِي للسُّهْدِ والإنتظَارِ |
مَا نَهاني عَن الهتاف بليْلَى |
غَيرُ نَوْحِ الأفْنَانِ والأَطيَارِ |
* * * |
يَا أحِبَّايَ والدُّجى قَدْ تَمَادى |
يَا لتَارِيخِنا مِنْ الانكسار |
إنَّ "صَدَّامَ" قَاتِلٌ مُسْتَبِدٌ |
لا لنُبْل الغَاياتِ أَو للفخَار |
فالمُروءات عنْدَهُ لا خلاقٌ |
يَا لهَوْلي من وَطأةِ الإغْترار |
كَيْفَ هَانَتْ عليه تلك السَّجَايا |
حين أضْحَتْ من العُيُوب الكبارِ |
ظَالمٌِ بَاعَ دِينَهُ برخيصٍ |
في سَبيلِ الأَهْوَاء والأَوْطَار |
أَيْنَ حُسْنُ الجوار؟ أين كَرِيمٌ |
يَفْتَدِي الجَارَ حُرْمَةً للجِوَارِ؟! |
كَيْفَ مَاتَ الضَميرُ حتى رأَيْنَا |
مَنْ يبيعُ الحَيَاءَ بالدينارِ! |
قَدْ تغَشَّاه خَادعٌ من بَرِيقٍ |
فَرَمَتْهُ الأَحْلامُ للأخطَار |
كلُّ ما كان نقْمَةً منْ خَسِيسٍ |
فبهَا ينتهي لسُوءِ البَوَار |
تلكَ عُقْبَى الطُّغاةِ في كُلِّ عصْرٍ |
وَمَصِيرُ الوَبَالِ بالأَشرار |
* * * |
يَا رَجَالَ الوفَا وَأَهْلَ الوَقَارِ |
يَا ثُقَات الآراءِ والإقْتدارِ |
لم نكُنْ للعِرَاقِ غَيْرَ حُصُونٍ |
ودُروعٍ في سَاحَة الإنتصَارِ |
إنَّما الغَدْرُ لَعْنَةٌ بَعد أُخرى |
في سجلِّ الأَوغَادِ والأَقْذَار |
ورُؤوسُ النفاقِ رَهْنٌ لكَيْدٍ |
بَيْنَ ليلٍ يَمْضِي إلى الانحسَار |
وإذا المكْرُ وَمْضَةٌ مِنْ سَرابٍ |
في ضَمِير الأَوشَاب والأَغْرارِ |
وَأَفَاعٍ في حِقْدهم ووحوشٍ |
أَخَذَتْهُمْ بَهَارجُ التَيَّار |
زَعمُوا الدَّهْرَ سرْمداً من ظلامٍ |
وبه لَنْ يعُودَ ضوْءُ النَّهَار |
وبأَيْمَانهم سلاحٌ عتِيٌّ |
فيه مَا فيه مِنْ فنُون الدمَار |
وِيْ كأَنَّ الدُّنَا لهُم في قضَاءِ |
أَوكَلتْهمْ به يَدُ الأَقْدارِ |
بِئْسَ للغَارمين وِرْدِي وصَفْوي |
لن أَكونَ الضَعِيفَ للإعْتذارِ |
* * * |
مَوْقفَ الأَمْسِ. مَا نسينا شُجُوناً |
واثِباتٍ في ذِمَّة التّذْكار! |