ليس من شيمتي أبيع صحابي |
بيع بخس بحفنة من تراب |
كيف أنسى صنائع الفضل منهم |
وجزاء الكريم حسن الثواب |
أحفظ الود والجميل وأمضي |
في دروب الوفاء بين الصحاب |
كيف ينسون طيبتي وحناني |
بين حال البقاء أو في الغياب |
كم تمرست والزمان حري |
في صديق وجدته. كالسراب |
ليس يسعى بما أراه مكباً |
في خنوع وحيلة. وارتياب |
يحمل الحقد والضغينة إثماً |
ثم يلقاك في مسوح الثياب |
ورداء الكريم إن يرتديه |
يستر الحنق من خلال العتاب |
فهو يبدو كمثل حمل وديع |
يحسب الرأي منه فصل الخطاب |
ثم لا ينتهي على كل حال |
عند أهل النهى بحسن الجواب |
مسرف في الكلام غير ملم |
شارد الذهن بل وخاوي الوطاب |
هكذا حاله إذا رام سوءاً |
ومضى فيه عاجلاً بانسياب |
يا صديقي وللحياة. طريق |
وارف مشرق بدون اضطراب |
ما ترى الكون هانئاً في صفاء |
فعسى تنجلي قتام الضباب |
فأرح خافقيك من كل وهن |
وعناء ومن هموم. العذاب |
إنما الناس معدن بين حر |
ثابت الأصل أو رخيص الجناب |
فلتفق من شقاء ما أنت فيه |
ربما الروح أذنت بالذهاب |
قد مضى العمر بالتجارب منا |
وكبرنا على غرور الشباب |