قد جئت معتذراً إليك ولم يكن |
بيني وبينك أي خطب يعلم |
إلفان ما افترقا وتلك وشاية |
من عاذل في زيغه يتلعثم |
جحد المحاسن في خلال حديثه |
وأباح من أغراضه ما يزعم |
لما تنكب للرزايا عنوة |
وبقلبه نار تخف وتضرم |
أو كلما أزرى الزمان بعاشق |
يأتي على أعقابه يترحم |
وإذا اجتلى أفراحه وتألقت |
نور عليه فإنه يتألم |
لهفي توقح بالنميمة مسرف |
يا ويله من ظالم لا يرحم |
حسبي عليه فلا يفل بكيده |
حتى على أوزاره يتحطم |
قد كان لي حظ لديك وفاتني |
أن المواجد فيك لا تتحكم |
ولهذه عادت لروضك زهوة |
ونضارة في حسنها تتبسم |
خضراء باسقة الفروع وأنها |
درٌّ على جيد الزمان منظم |
ألبستها حلل الثناء تفضلاً |
فأتت وفيها للمكارم ميسم |
قد كان مرآها نقياً رائعاً |
وكأنه في الكائنات مجسم |
جذلان بين ظلالها وكأنني |
طير على أفنانها يترنم |
يروي أحاديث الغرام صراحة |
بلسانه في صولة يتكلم |
أنا إن شكوت اليوم ذرني والهوى |
إذ أنني عن حيرتي لا أسأم |
أو لا فهبني قد أسأت وربما |
من برِّ عفوك قاصد لا يحرم |
ونعود مؤتلقان بين نقاوة |
هي للحياة شفاؤها والبلسم |