سَهرَ الهوى في مقلتيَ وزارني |
طيف فحاربني هجوعي والكرى |
وسلوتُ إغفاء الجفون مغالباً |
والشوق يدفعني إليه بما أرى |
وتبسمت بين الأقاح رقائق |
ثم ازدهت ألقاً وأبهى منظرا |
وسرى النسيم محملاً من عنده |
أرجاً ذكياً زاهياً ومعطرا |
وتمثل الطيف الأليف بحسنهِ |
متألقاً بل ضاحكاً مستبشرا |
وإذا به استأنست ولى مسرعاً |
ومضى إلى وعد يكون مُيَسرا |
وأقيم في ميعاده مترقباً |
منه الوفاء فكان لي متعذرا |
وأفيق من أحلام طيف عابر |
قد عادني في وحدتي مُتأخرا |
يا قلب ما شأن الزمان تباينت |
فيه الرؤى حتى بدى متعكرا |
يتجاهل الجرح العميق بمهجتي |
فأراك في الدنيا كريماً صابرا |
تقتات بالسلوان وهو وسيلة |
وعليك أنْ تحيا هنيئاً شاكرا |
لا تبتئس فيها فتركن هائما |
متجاهلاً أو جازعاً متحسرا |
وانزع على هذا السكون رداءه |
كي لا يقيمك لاهياً متكدرا |
واسبح بآفاق الوجود رحابة |
لا تجزعن لحادث مهما جرى |
واملأ بأرجاء الحياة سعادة |
حباً يفيض بما لديك وأكثرا |
وامرح قرير العين فيها لن ترى |
أبداً سواك بجرحه متأثرا |