لا تسلني عنِ الكلامِ المباحِ |
ودعِ البثَّ والجوى والنُواحِ |
أنا ملّيتُ غربتي وشحوبي |
في حياة مسكونةٍ بالجِراحِ |
عشتُ عمراً كأنه ألفُ عامٍ |
وانتهى راضياً طليقَ السَرَاحِ |
وتأملْ لما أقولُ مليّاً |
لاقترابي مِن عالَمِ الأرواحِ |
جفّ دمعي وقد عشقتُ مَلامِي |
وهو ما زالَ قُوتِي للنجاحِ |
* * * |
لا أريدُ النِفاقَ في يومِ موتِي |
والعويلَ المقيتْ حينَ رواحي |
ومواساةَ شامتٍ ومحبٍ |
ومعاناةَ واجبُ الأتراحِ |
وخطى الركبِ وازدحاماً مملاً |
وضجيجاً إلى مقرِ ارتياحي |
* * * |
يا أعزاي والشجاعة إرثٌ |
وهي زادي وعدتي وسلاحي |
لن أهابَ الردى وهذا مصيرٌ |
قدرَ كائنَ ولا من مِزاحِ |
أنتموا مهجتاي يا كلَّ من لي |
فاستروني من سكتةِ الإفصاحِ |
وخذوني بالصمتِ في كلِّ حِذرٍ |
كعريسٍ مستأنسٍ بالصباح |
نحو ذاكَ المَقامِ هذا مَرامي |
فالصلاةَ الصلاةَ قبل المراحِ |
وادفنوني بحكمةٍ واصطبارٍ |
ويقينٍ وعزةٍ وانشراحِ |
واستريحوا ففي الحنايا وجيبٌ |
واجعلوا منزلي بقربِ المِلاحِ |
واعذروا عاتباً إذا قال عذلاً |
غاضباً ساخطاً..بكل ارتياحِ |
ثم قولوا: وصية لأبينا |
واختياراته فما لنا من جناحِ |
وأثبتوا والقرار هذا قراري |
وارحموني من وطأة الإلحاحِ |
كم تصورتُ نضرةً وسروراً |
وحياةً تضجُ بالأفراحِ |
قدري باسمَ لكلِ خلافٍ |
ألفُ أواهُ من هُبوبِ الرياح |
أرهقتني طفولتي ومشيبي |
هل يلومُ المصابُ غير الصِحاح! |
يا لحظي فكم رماني رامٍ |
ثم هادنْته بكبحِ جِماحِي |
ما تغيرتُ عن وفائي بتاتاً |
أو جعلتُ الجراحَ رهنَ التلاحي |
ونصيبي أنينَ عسرٍ ويسرٍ |
وحياتي قريرةٌ بالمُتاحِ |
ورجائي أن يغفرَ اللَّهُ ذنبي |
يا مُجيري فأنتَ أهلُ السماحِ |