ما عدت آمل في لقاك ولم يعد |
قلبي بِذِكْرِك في المحبة يخفق |
ودعت أيامي بزهو ربيعها |
تلك التي كانت بخير تغدق |
وسلوت ذكراها وسابق عهدها |
إذ كانت الأطياب فيها تعبق |
عاجلتني بالبين دون تمهل |
ورميتني فيما تكن وتفرق |
روعتني. ولقد جنحت إلى الأسى |
زوراً ومثلك في الهوى لا يصدق |
أغريت بي بين الملالة جاهداً |
ورجعت في سعي المؤمل مخفق |
لا تحسبن الحب يهزم عزتي |
أو أن مثلي في ودادك يأرق؟! |
عزف الفؤاد عن الغرام وفعله |
أتظنه في بحر حبك يغرق |
خذ ما وهبت إليّ من أحلامه |
ما كان برك للمحامد ينفق |
إني وقفت وبعد أن عذبتني |
بالهجر من مر القطيعة مشفق |
استل في عزم الأباة مهابتي |
وهي التي بالعفو كانت تنطق |
لا أنت في دنياي كل مباهجي |
أو كان نورك ضوءها المتألق |
ذرني فإني قد مضيت براحتي |
بين السكون ومركب لا يسحق |
نفس طلبت بها الخلاص وأنها |
تحنو عليك مدى الحياة وتقلق |
عرفت مداها وهي أبعد غاية |
مما تظن وللمكارم تسبق |
ورجعت في ليل كأن نجومه |
نور على كل الخليقة يشرق |
وحدائق يسبيك وشي نضارها |
أغصانها بالحب عادت تورق |
حييت يا دار الهوى عن داره |
فيك السلوّ وكل عهد موثق |
يا من يود لي الهوان بما يرى |
رث الوسائل في ضميرك محدق |
هيهات أنك تستبيح مشاعري |
وبأن نفسي في غرامك تزهق |