| يا دموعَ الفراق.. أبكي وفائي |
| فعذابُ الحياة أدمى ندائي |
| والشموخ العظيمُ قد صار جرحاً |
| دائمَ النزْف طافحاً من دمائي |
| لم أكنْ للحياة عبداً حقيراً |
| يشتهيها على جزيل العطاءِ |
| فنصيبي من العَفاف كبيرٌ |
| هل أماري به بطعن الحياء |
| ليس شأني. فرحمةُ الله أدنَى |
| عن تكاليف متعة الأشقياءِ |
| لم أمرّغْ في الوحْل سيرةَ عُمْر |
| آن أن ينتهي.. وهذا عزائي |
| فالملمّات قد سئمن وجُودي |
| والصباح النضيرُ يرجو بقائي |
| أي يوم أراه عيداً جديداً |
| رغم همّي وعذر سقمي ودائي |
| حكمة الدهر في لبوس رهيب |
| بين نفس صريعة الاستياء |
| أيُّها الأمس أين كنّا فجئنا؟ |
| لنرى الكونَ عرضةً للفناء |
| والطموحات في صراع مرير |
| واثباتِ الخُطى بأهل الغَباء |
| غادرَتني فكنتُ منها قويًّا |
| حينما صافحتْ بعين الدهاء |
| فتصوَّرتُها عدوًّا لدودًا |
| وصديقي في وحدتي كبريائي |
| وانتهت للمغيب لمّا رأتْني |
| غير مستضعف لمكر اللقاء |
| فتنبهتُ واطمأن خفُوقي |
| في يقين إلى عيون السماء |
| إنه اللهُ بالضعيف رحيمٌ |
| وشفيعي لديه حسْنُ رجائي |
| * * * |