يا زمانَ الزيفِ والخوفِ نما |
عادَ جرحي في ضميري ألما |
خلّب فيك سحاب عارضٌ |
كنت أرجوه لحبي موسما |
فغصون الأنس جفت أسفاً |
وشذا الريحان أضحى رِمما |
وإذا السلسل يجري صافياً |
خاب ظني كيف يجري علقما |
ريبٌ أجتازها في حاضري |
وبمحض الود تمضي قدما |
فسباق الموت في أعماقها |
من يرى في الموت فينا مغنما |
فِتنٌ تشتد في أوزارها |
يقبل الذلُّ لها مبتسما |
أي ربح من طموح قاتل |
كل شيء صار يبدو مبهما |
وانعطافات خلافٍ دائم |
تجعل الحر به منهزما |
غايةٌ تحتار في أطماعنا |
والثكالى تنزف الدمع دما |
تؤثرُ الصمت على أوجاعها |
وزُعافُ السمِّ يسري محكما |
واعتسافُ الليل أطفالٌ به |
قد أقام الخِزي فيهم مأتما |
يا كؤوسَ الإثم أفضي موجعي |
وخضوعي راضياً مستسلما |
مُدنَفٌ قلبي وجرحي جائرٌ |
أيكونُ الموتُ منكم بلسما |
وابتساماتي التي أعهدها |
تستجير اليوم: وامعتصما |
هل أعار المجدُ غيري سُلَّما |
ولمحتُ السيفُ ضدي مجرما |
فاستباح الحقدُ أرضي ودمي |
وأحاط اليأس بأسى مرغما |
ألف عارٍ أن تضاءلتُ له |
لا يعيد الحق رامٍ إن رمى |
لا ولا الشكوى وقد تغرقها |
ذلة العار تلاقى صمما |
أي صوتٍ "عربيٍ" مخلصٍ |
يجعل الشمل به ملتئما |
فتموت القبلة الصفراء في |
غرة الفجر وتبدو نغما |
وسؤالٌ لم يزل مستيقظا |
هل يفيقُ البعضُ يوماً. ربما؟ |
* * * |