"مُنى" دعوتكِ من أعماقِ وِجدانِي |
والشوقُ يهتِفُ في آهاتِ تَحْنانِي |
يا نفحةً من فتيتِ المسْكِ عابقةً |
تُزْهَى بخدٍّ وقدٍّ جِدُّ فتان |
طَافَ السُّرورُ على أحناء عَاطِفَتِي |
والحُسْنُ يَرْقُصُ مِنْ آنٍ إلى آنِ |
لوْلاَ فُضُولُ رِفَاقِي واختلاجُ هوىً |
غنَّيْتُ بالحُبِّ في أحْلاَمِ يَقْظَانِ |
إنْ يستفِزُّ عبيرُ "النيل" ذاكرتِي |
وَتستثير المنى أصْداءَ إنْسَانِي |
لَسَوْف أُنْكِرُ آهاتِي وَأَهْجُرهَا |
والحبُّ أَسْقِيهِ أكْوَاباً لِظَمْآنِ |
لعلَّها تُنصِفُ الدنيَا وتمنحُنِي |
قلباً بقلبٍ وأشجاناً بأشْجَانِ |
فِيمَ التِفَاتِي إذا كانَ الرحيلُ غداً |
وكيفَ للبُعْدِ أنْ يَدْنو بِأَجْفَانِي |
يا آهةَ الزمنِ الآتي، وموعدُنَا |
ذِكْرى تُقيمُ على أحداقِ وَسْنَانِ |
رَهْن افتتانِي ومَا ذنْبي إذا عصفتْ |
بيَ الظروفُ على نأيٍ وحِرْمَانِ |
يا مَنْ، ويُوحِشنِي رغماً وأسألُهُ |
أنحنُ في عالَمِ الأحياءِ، إثْنَانِ |
أنفقتُ عُمرِي وأيامِي أُعالِجُهَا |
حتَّى بلوتُ بِهَا صبْري ونِسْيَانِي |
يا دهرُ رفقاً بِقلبِي لاَ تعذبه |
في أنْ يعيشَ على وَهْمٍ وسُلْوَانِ |
للحبِّ أحيَا فما مثْلي بمغتربٍ |
يا أيُّها الزمنُ اللاهِي بأحْزانِي |
* * * |