| ساهرُ الطرف ليس يُغمضُ جفْنَا |
| وقريحٌ يزدادُ سُقما ووهْنَا |
| ونداءاته لواعج باكٍ |
| يشتكي بالدموع بثاً وحُزنَا |
| كان بالأمس لا يعاف مُناهُ |
| حينما كان راضياً مُطمئِنَا |
| وائتلاق النجوم، والبدر يبدو |
| ساطعاً، والفتون تنطق حُسْنَا |
| هكذا نحن. لا نرى في مُحالٍ |
| فجعلنا الوفاء خِدناً وحِصنَا |
| ومسراتنا مثارُ انطلاق |
| ونقاءُ الضمير يعلم إنّا |
| ما بخلنا بالعمر فدوى عزيزٍ |
| أو لبسنا في الحب ذلاً وغَبْنَا |
| * * * |
| أين أيامنا وبوحٌ قديمٌ |
| حسبنا الله. كيف كانت وكنَّا |
| حيث والأمسيات نجوى صفاءٍ |
| تستحثُّ الوثوق منها ومِنَّا |
| أي وعدٍ تفي به مغرياتٌ |
| بين أحلامنا وما نتمنى |
| لو يدوم البقاء في كل شيءٍ |
| دام في السابقين ممن دفِنَّا |
| * * * |
| يا خليلي في الحزنِ أفضى خشوعي |
| وخضوعي ورحمة الله أدنى |
| أي رُزءٍ وأي خطبٍ جليلٍ |
| ناهزٍ. والقضاء. لا يَتأنى |
| أين (أمي) وصادق من دعاءٍ |
| أيُّ إحسانها به نتغنى!؟ |
| واستجابت للموت بين يقينٍ |
| فرأت في الثبات بِشْراً ويُمنَا |
| وابتسام الوداع كان رقيقاً |
| فهي أحلى في العالمين وأسنى |
| فعليك السلامُ في كلِّ حينٍ |
| وحباكِ الكريمُ فضلاً وأمْنَا |
| إنه الله بالعباد رءوفٌ |
| فهو يعفو عن الكثيرِ وعنَّا |
| * * * |