| يا "فهدُ" نادى خافقي برجائه |
| بدموعه، بولائه، بدعائه |
| يرْجوكَ باسمِ الدّين، مَجْدُ عروبتي |
| تغتالُه البأساء في أحشائِه |
| الله يعْلَمُ ما يُدبِّرُ ضدّها |
| من ماكرٍ من حاقدِ بدهائهِ |
| جُرْحُ الوئامِ مضرَّجٌ بدمائِه |
| والقوم فوْضى ما رضَوا بندائِه |
| شِيَعاً تفرَّقتِ الصفوفُ بدائه |
| وضميرُها ما زال في إغْمائه |
| والحِقْدُ أوغَلَ بالنفوس فما ترى |
| غيرَ التمزُّقِ تزْدهي بِردائِه |
| واستحكَمتْ رِيَبُ المنونِ بأمَّتي |
| والدَّهْر يُمْهِلُ ثأْرَها لِوفائِه |
| اسْتنهكَتْ حُرَم النساء لفَاسِقٍ |
| باع المروءة في سبيل ريائهِ |
| لم يَبْقَ من أملٍ يلوح مناله |
| كفُّ الغَواية أعْرضَتْ لِلِقائِه |
| فإذا مَسَاعيكَ الحميدةُ آيةٌ |
| لِلْحبِّ للإسلامِ في أبنائِهِ |
| فادْعُ العروبةَ لِلتَّسَامُح مَرَّةً |
| لا يستوِي جَسَدٌ بلا أعضائِه |
| وارفَعْ لِواءكَ فوْقَ هامات الذُّرى |
| بشموخِهِ لِلْحقِّ في عَلْيائهِ |
| فالفأْلُ خَيْرٌ والبشائرُ تُرْتَجَى |
| من خادم الحرمين من آلائهِ |
| الحبُّ فيه سَجيَّةٌ موروثَةٌ |
| إرْثُ الشمائِل كانَ عن آبائهِ |
| وَلْتَحْيَ يا وَطَنَ الْكِرامِ لِغبْطةٍ |
| شيَمُ السَّماحِ تطوفُ في أرجائِهِ |
| وطَنُ القداسةِ والرِّسالةِ والْهُدى |
| للمُسْتجِير بأمْنِهِ وصَفائِه |
| فاجْمَعْ شَتاتَ الشَّمْلِ بين عروبتِي |
| فَرْضاً يكلِّفُكَ التُّقى بأدائِهِ |
| واشْهد به ربَّ الْعِبادِ فإنَّه |
| نِعْمَ الوَليُّ بعَدْلِه وقضائِهِ |
| إنْ حلَّ في وطن العروبة عاصفٌ |
| تبكي "الرياض" و "زمزم" لبكائهِ |