لا مرحباً بالغدر في أرض الشيم |
وسفاهة تجري بأرجاء الحرم |
ومواكب الشنآن وصمة فاسق |
تمشي معربدة وتهتف للصنم |
في الحج والشهر الحرام يقودها |
زيغ الإمامة والجهالة والظلم |
ما كان بيت الله ساحة باطل |
ومجال آثام وحلا للنقم |
فإذا رأيت رأيت أفواج الخنا |
وثابة للقتل في هتك الذمم |
فكأن أبرهة يسوق جيوشه |
في غزوة أخرى بشيطان العجم |
وكأنني بالطير فوق رؤوسهم |
غضبانة اللفتات تنذر بالحمم |
وجبال مكة والمدائن حولها |
لتكاد من هول الجريمة تنهدم |
سبحانك اللهم هذا جحفل |
قد جاء في كيد وخيم فانهزم |
جاءوك معصية بحيلة ناسك |
لا مستجير بربه غير اللمم |
ولقد أباح القتل منهم ظالم |
فإذا فلول الشر إخوان العدم |
كم حاولوا هدم الشعائر عنوة |
لكنهم عادوا بآثار الألم |
أخذوا زمام الكبرياء أثامة |
يا ليتهم خافوا نكال المنتقم |
وتحطمت أحلامهم في مهمه |
قفراء لا تهدى لهم غير الندم |
والكاظمين الغيظ يعفو بأسهم |
صوناً لأخلاق العروبة والكرم |
ولأن رب البيت يحمي بيته |
من كل عادية وفحشاء التهم |
يا خادم الحرمين حولك أمة |
إيمانها التوحيد في رمز العلم |
وسبيلها القرآن في أركانها |
فهو الديانة والشريعة والحكم |
وإليك يا أم القرى من موطن |
مهج تصون لك المحارم والشمم |
يا رب بكة والمشاعر تشتكي |
عنف الإساءة بالمآمن والحرم |
ولك القضاء بما تشاء وترتضي |
ولك البقاء وعلم نون والقلم |
* * * |