| هو الحبُّ من "أمِّ القرى" | 
| تطوف به الأنسام حيناً وتنشدُ | 
| وتَشْهد أن اللّه لا ربَّ غيره | 
| على منكريه. والرسولُ محمّدُ | 
| أقام بأمر الله نهجاً وشرعةً | 
| محجَّته البيضاءً تصفو وترشدُ | 
| لكَمْ دكَّ أنفَ الكبرياءِ بسيفِه | 
| فلا الشركُ منصوباً ولا اللاتُ تُعبدُ | 
| وحين ارتقى السبعَ الطباقَ تحفُّهُ | 
| ملائكُ من نور. وقلبٌ موحِّدُ | 
| رأى ما رأى من آيةٍ قدسيةٍ | 
| فما زاغ منه الطرف والله يشهدُ | 
| فأرسله فينا نذيراً وهادياً | 
| بلى أنه فينا رسولٌ وسيِّدُ | 
| وأحمد فينا طيبٌ من سلالَةٍ | 
| لها في قديمِ المجْد فضلٌ وسؤددُ | 
| شهدنا وما زلنا بنفس قريرةٍ | 
| نرى الدِين حقاً والظلام يُبَدَّدُ | 
| يطوف على أرجائنا كل وافدٍ | 
| وكل الذي يرجو النِجادة يُنْجَدُ | 
| أقمنا بهذا البيت ما بين عابدٍ | 
| وآخر بالذكر المجيدِ يُردِّدُ | 
| وللقربِ أسبابٌ نعبُّ معينها | 
| كؤوساً من التقوى وشهداً يُبرَّدُ | 
| تسبِّح للّه القلوبُ وإنَّها | 
| لها عند باب اللّه حظٌّ وموعدُ | 
| نفوز من البيت الحرام برحمةٍ | 
| فَمنْ غيرنا يحظى بهذا ويَسعدُ | 
| هنيئاً وهذا الحب نبعُ صفائنا | 
| فطوبى لأهل الأرض شِربٌ وموردُ | 
| وأيامنا خيرٌ وأمنٌ لخائفٍ | 
| فلا الجوع يلقانا ولا الشر يُحشدُ | 
| فلا ظلمَ بعد اليوم ما دامَ بيننا | 
| وفينا كتاب اللّه بالعدل يُقصدُ | 
| محاذرةً فالموت ومضةُ بارقٍ | 
| إذا هان بين الناس والموت يَحصدُ | 
| هنالك تُجزى كل نفس حسابَها | 
| فإمَّا نعيمٌ أو عذابٌ مُؤكَّدُ | 
| لكل مسيءٍ بيننا من نهايةٍ | 
| يوسِّدُه العفو الجميل المؤبدُ | 
| فيارب لا تهتكْ لنا ستَر عورةٍ | 
| فإنا لهذا الكشف لا نَتجَلَّدُ | 
| وهيِّءْ لنا بالعفو منكَ عنايةً | 
| فحاشا لأبواب العناية تُوصدُ | 
| ويا رب فاغفر ما يكون وحسبنا | 
| رضاك. فإنا لا نُرد ونُطرَدُ | 
| وأهلاً بأهل الفقه ما طاف وافدٌ | 
| وما لاذ بالبيت المحرم سُجّدُ | 
| فيجمعنا ربي بأفياء جنةٍ | 
| ونفرح بالحسنى ومجدٍ يُخَلَّدُ | 
| فتنشر فينا الحورُ إحسان منعمٍ | 
| كأني به درٌّ ومسكٌ وعَسْجدُ | 
| يذود الكرى هذا المقام وإنَّها | 
| نسائمُ تسعى للأنام وتُوفدُ | 
| وأول ما نهدي صلاةً ودعوةً | 
| مباركةً مدرارها يتجددُ | 
| وآخر دعوانا أن الحمد، ربنا | 
| تقبَّلَ مِنَّا ما يليقُ ويُحمدُ | 
| *    *    * |