كفى هذراً أن تستبيحَ مشاعري |
وتعبثَ في تاريخِ أمسي وحاضري |
إلى أدبٍ لا ينتمي في أصولِه |
وأهدافِه إلاّ لذلِّ المصائرِ |
إلى غربةٍ في اللفظِ خرساءَ تختفي |
وتسكبُ للصادي كؤوسَ التناحُرِ |
منحتك قربي والحروف مضيئةٌ |
بروعةِ آيات وتغريد طائرِ |
منحتك ما عندي فلم يبْقَ غيرُه |
خلائقُ من نبلٍ وأمجادُ غابري |
وفاءً ومعروفاً وسقيا شهامةٍ |
وحباً وإيثاراً واكرام زائرِ |
فأغراك ما يغشى البصيرةَ مطمعٌ |
تجيدُ به التمثيلَ في عُمقِ خاطري |
فما هكذا يُجزى السخيُّ بفضْلِهِ |
تسالمه البغضاءُ في كيدِ ماكرِ |
فما أنا ممَّن يستزيدُ من المُنى |
ليؤلمني فيها تباريحُ خاسِر |
لأني طليقُ الوجهِ ما كنتُ عابساً |
ومستبدلاً حظَّاً بشكْلِ وآخرِ |
وفوق جبيني أمةٌ عربيةٌ |
مفاخرةٌ بالضاد عن لهو ساخرِ |
سئمتُ من الزيف المسيطِر بالضحى |
لمن قد يظنُّ الشمسَ تَخْفى لناظرِ |
أيسخرُ من نُبْل المشاعرِ جاهلٌ |
وفي خِسةٍ يمْضي بآمالِ قاصِر |
وما أنا غربُّي السماتِ ولم أكنْ |
على ملةِ الطاغوتِ أو نهجِ ثائرِ |
وما فتنةُ التقليد للغرب خِلةٌ |
مقدسةٌ تنهار منها منابرِي |
أدينُ بأن اللّه لا ربّ غيره |
وبالمصطفى المختار عن كلّ فاجرِ |
تيقنْتُ لا أهواكَ إلاّ لأنَّني |
أراقبُ فيك الحقَّ في يومِ باكرِ |
وفي كل ما حاولتُ ألقاك راضياً |
أبالغُ في عذرِي بسرّي وظاهرِي |
وليس غريباً أن أراك فتنتهي |
على مخْرجٍ يسعى بأهدابِ حائرِ |
وشتانَ ما بين البصيرةِ والعمى |
وفرقٌ كبير بين برٍّ وفاجرِ |
* * * |