شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مسَارح الموت
نوازف الجرحِ حسْبي كيف تندمِلُ؟
أم كيف طرف الهوى بالموتِ يكتحِلُ
مرابعُ الحسن قد أزرى الزمانُ بها
وأغنياتُ الصبا والحبُّ والغزَلُ
داس اليهودُ على أشلائها صَلَفاً
فالروض يبكي بها والزهر والنُّزلُ
وأحرق الزرعَ والزيتونَ منتهكاً
ولم يزلْ نارُه بالحقد تشتعلُ
ما عاد للطيرِ تغريدٌ وأدعيةٌ
وكيف للطيرِ بين القصفِ ينتقِلُ
دسيسةٌ لعروسِ الشرق تصرعُها
مقدمٌ من ذويها السمُّ والأجَلُ
زفافُهَا مأتمٌ نحسٌ ومُختلِفٌ
وظالمٌ جاهلٌ بالغدر يقتتلُ
صاحتْ.. فياويلتاه اليوم وا أسفي
وأنها جهرةٌ للّه تبتهلُ
لا يقتضي الصمتَ ما ترجو بفرحتِها
وساءَها أنَّها بالموت تحتفلُ
نوازعٌ من شرور النفس يبعثُها
سوءُ التبصُّرِ والعصيانُ والخبَلُ
لا سامحَ الله قهرَ الظالمينَ لها
بما أرادوا وهذا الويلُ والوجَلُ
روافدُ الخير يالبنانِ بين غدٍ
فللمصائب جولاتٌ وترتحِلُ
ومن يساومُ والأوطانُ غاليةٌ
يهدى الهوان لها والضيم والفشل
يا ضيعةَ الحقِ والانصافِ في زمنٍ
يغشى النفوسَ هواها الظلمُ والحِيَلُ
يا وصمةَ العار والتاريخُ يكتُبها
فكيف من لعنة التاريخ تغتسِلُ
لا عذرَ للحب باللذات تتبعه
عارُ المعرةِ والشهْواتُ والسفْلُ
يا من يشاقق ربَّ العرش معصيةً
مهلاً فقد دالت الأهواء والنِّحَلُ
كأسُ الندامى لقد مالتْ بشاربها
وَاخجْلتاه.. أفقْ يا أيها الثَمِلُ
فالدمعُ والدَّمُ والأرواحُ زاهقةٌ
والشيخُ والطفلُ والحرماتُ والسبُلُ
هل جاءكم نبأٌ أن العدوَّ بكم
يقظانُ لا ينتهي أو مسَّه كللُ
لبنان في القدسِ كيف اليوْمَ مزَّقها
غدرُ اليهود ومن للغدْرِ يمتثلُ؟
لبنان يا روضةَ الدنيا وزينتَها
أليسَ من موعدٍ والريح تعتدِلُ
حتى ترفرفَ في أركانه ظللٌ
من الغمامِ شذاه العطرُ والغزل
وينطق الشكر والنعمى تُجلِّلهُ
والعيدُ يرقصُ والهاماتُ والقبلُ
مهلاً (فلسطين) ما لانت عزائمنَا
فحظَّنا في ربانا النصرُ والجذَلُ
غداً نعانقُ آي الصبر في ولَهٍ
والحبُّ والخيرُ والمعروفُ والأملُ
وسوف نشربُ كأس النصرِ مؤتلقاً
مزاجها الشهدُ والكافورُ والعسلُ
متى نهنيء تأساء القلوب متى
فيرحل الحزن والأضغان والزللُ
يا نافثَ السحرِ قد ساءتك علَّتُه
وساد كل الليالي المينُ والدّجَلُ
ترمي بتارات جبارٍ مباهجُها
حباتُ قلب وبعضُ الشر يُحتَملُ
ضربت بالغدرِ أدْهى ما يكونُ به
عنفُ المصيبة والمثلاتُ والخطَلُ
يا قدسُ.. لبيكِ من أمَّ القرَى مهجٌ
نزَّافةٌ دمعها مما جرى هطِلُ
طاف السلامُ على الأرجاء منطلقاً
إلى حماك.. فلا ظلمٌ ومدّخلُ
من للعذارى ومن يحفظْ محارمَهُم
فأينَ لا ضاعت الأخلاقُ والمثلُ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :656  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.