هذا السُّؤالُ يئن من هَوْلِ المُصَابْ |
ويضيعُ في لَهَبِ الأتُونِ مَعَ الجَوابْ |
والحَرْبُ يَقْظَى والسَّلامُ. مُمَزَّقٌ |
وكَأنَّ طَيْرَ الشُّؤْمِ تُنْذِرُ بالخَرَابْ |
يسْعَى سَمَاسِرَةُ الدَّمَارِ بأمَّتي |
وَعَلَى رُفَاتِ المَجْدِ تَسْتَشْرِي الكِلابْ |
تمْضي بنا الخَمْسُ السُّنونُ وآهةٌ |
صَرْعَى على غِمَدِ السيَاسَةِ والعِتابْ |
أو ما نرى كَيْفَ الخديعةُ نارها |
سَكْرَى تَميلُ من المُدَامَةِ والشَّرَابْ |
تَجْتَاحُنَا ونَضِجُّ منْ وَيْلاتِهَا |
بِدَمٍ يَسيلُ من البَوَاتِرِ والحِرَابْ |
يا أمَّة الإسْلامِ هَلْ ضَاقَتْ بِنَا |
سُبُلُ التَّراحُم والمَحَبَّةِ والصَّوابْ |
يتمزَّقُ الشَّمْلُ العَرِيقُ وبَيْنَنَا |
أثرُ الرسالة والمحَجَّةِ والكِتابْ |
لحساب منْ؟.. تَغْتَالُنا عَثَرَاتُنَا |
وإلام نمْضي بالحقيقة في العُبابْ |
والجرحُ في أعْماقنا مُستصْرخُ |
منْ هوْل. كارِثَةٍ تُهدِّدُ كلَّ بابْ |
وإلى مَتَى التَّنَاحْر والرَّدَى |
يُفْنِي البَرَاعِمَ والكَواهِلَ والشبابْ |
ولأجْلِ مَنْ؟ بَيْنَ الخُطُوبِ وَروْعها |
أُمَمٌ تَمُوتُ بَغَيْرِ ذَنْبٍ أو حِسَابْ |
مُتَمَزِّقينَ عَلَى جُسُور.. أَمَانِنَا |
ومُشتتين على الدُّرُوبِ بلا مآبْ |
تاريخنا تاللّه ينزف حسرةً |
ويكادُ يأذن بالضياعِ وبالذِّهَابْ |
يا صَانِعي نَارَ الكَرِيهَةِ.. فِتْنَةٌ |
أمَلٌ لإسْرائيلَ مَفْضُوحُ الحِجَابْ |
يا رُبَّ آمالٍ تعود بَغَادِرٍ |
فيذوقُ أهوَال المتاعبِ والصِّعَابْ |
والصَّمْتُ في مُهَجِ الأشاوس صَابِرٌ |
مُتَرقِّبٌ لغدٍ لتنْطلقَ الرِّكابْ |
ليصُول بالسَّمْرِ الرّهاف على العدا |
ويَجُذُّ أنْف الكِبْرِياءِ على التُّرَابْ |
بَغْدادُ.. يا طَهْرَانُ.. هل لِمُحَمَّدٍ |
وَلِشرْعِهِ حُكم بِهِ فَصْلُ الخطابْ |
الحرْبُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ |
وفجِيعَةٌ تَمْتَدُّ في سَيْرِ السِّحابْ |
هَذا نِدَاءُ المَكَّتَيْنِ.. مُصافِحاً |
ومُحَمَّلاً أرجاً ومن خَيْرِ الرِّحابْ |
أن يَنْتهي سَفْكُ الدِّمَاء ونَلْتَقي |
بالْحُبِّ إذْ نَرْجُو ونَنْعَمُ بِالثَّوابْ |
فلعلَّنا في البعث نَلْقى رَاحَةً |
ويَفُوز بالفِرْدَوْسِ مِنَّا مَنْ أنَابْ |
كمْ لليهُودِ مَطامِعٌ.. فَنَظُنُّهَا |
رُؤْيَا مَنَامٍ أوْ خَيَالٍ أوْ سَرَابْ |
هَيَّا إلى ثَارَاتِكُمْ في.. فَيْلَقٍ |
لِنُذِيقَهُمْ سُوءَ الهَزِيمَةِ والعذابْ |
ولتَرْفَعُوا رَايَاتَكُمْ.. في أُمَّةٍ |
تَمْشِي وبالتَّقْوَى مُعَطَّرَة الثِّيابْ |
فإلى مَتَى تَجْري دِمَاءُ شُعُوبِنَا |
وَمَتَى يُزيحُ الفجْرُ عَنْ هَذا النِّقَابْ |
لا بُدَّ مِنْ هَدَفٍ يُوحِّدُ بَيْنَنَا |
ومآذِنُ الإسْلامِ تَخْتَرِقُ الضَّبابْ |