إلى الملتقى حتى أراك فنرتوي |
وتهدأ في نفسي الظنونُ وخاطري |
فليس لنا في مأْمل اليوم حظوةٌ |
تخفف آلامي وأحزانَ حاضري |
بأحلامِ نجوانا وشتان بينها |
بما كان منها في مسرات غابري |
فلم يبقَ لي إلاّ الدموع سخيةً |
تعربد في جفني وعمق محاجري |
فأروي بها غصناً نحيلاً من الهوى |
ليجري أريجُ الحبِّ نهراً لهاجري |
* * * |
علَّمْتني التحنان بعد النوى |
فهمْتُ في آثار زهو الربيعْ |
وأسأل التذكار عن زورقي |
على ضفاف الشوق كي لا يضيعْ |
وأقتحم المجهول في موجه |
كأنني واليأسُ سدٌ منيعْ |
يا غربة الدنيا أبين المنى |
يصارع الترحال نزف الدموعْ |
ما ذنب آمالي التي سافرت |
وزفرة الآهات بين الضلوعْ |
* * * |
كم جئت في واديك مستأنساً |
بما أراد القلب وهو الجريحْ |
في هدأة السَّمار في ساعةٍ |
لا هاجعٌ فيها ولا مستريحْ |
يلوح لي في الأفق بعد المدى |
ومن خلال الفجر وجْهٌ صبوحْ |
وإنني والسهد لا نازحٌ |
كأنما الأطيار عندي تنوحْ |
من لوعة الحب فما عاد لي |
جهدٌ على الاعياء حتى أصيحْ |
* * * |
لولاك يا قلب ما ناديته عتباً |
أولا فجازيته هجراً. بهجرانِ |
لكنه وهو من يدريه ما فعلت |
هذي الحوادث في أعماق إنساني |
لا أشتكي منه يأبى الله عن سفهٍ |
مواطن البوح في سري وإعلاني |
أفديه لا أرتجي في شأنه أحداً |
فلا يعالج أشواقي وأحزاني |
وربما في غدٍ لو جاءني أسِفاً |
لن يلتقي أبداً اسمي وعنواني |
* * * |