في فتونِ الصبا وزهوِ الشباب |
واختيالِ الهوى وعطرِ الثيابِ |
عاد كالعيدِ في صباحٍ نديٍ |
أو هو الغيثُ بعدَ طولِ احتجابِ |
سكن القلبَ حين أقبلَ يسْعى |
ودعَا الروحَ للقاء المهابِ |
واستجابتْ مدامعي وشُجوني |
واصطباري ولوعتي واكتئابِي |
فتضاحكْن بين عِطفَيْه شوقاً |
وتباكينْ من هوانِ الغيابِ |
فانتهى آسِفاً يداعب دمعي |
وذَرى الشكَّ في جنوحِ اضطرابي |
وسقاني من راحتيه رحيقاً |
من عبوقِ الرضا وطهرِ الشرابِ |
قال لي. والفراقُ محضُ بلاءٍ |
فيه. ما فيه من صنوفِ العذابِ |
إنني عدْتُ وانقضى كلُّ بعْْدٍ |
فاهنأِ اليوم بالنوال المجابِ |
ها أنا اليومَ بين عينيك حظٌ |
مستعادٌ وفيه صفوُ المآبِ |
كيف سامحْتُه. وأحزانُ أمسي |
كيف ضاعَتْ. تبخَّرت كالسرابِ |
وانطلقْنا كأننا في مدارٍ |
من نعيمٍ على متونِ السحابِ |
وابتساماتُنا تعانق كبراً |
نبضَ روحين في جنونِ التصابي |
يا منى النفْسِ والمحبةُ فرضٌ |
يوجبُ العفوَ عن قضاءِ العقابِ |
يستُر الحسنُ للحبيبِ خِلالاً |
ويعيدُ الوفاقَ حسنُ العتابِ |
* * * |