| من منبعِ الحبِّ أم من مدمع الحزَنِ |
| أبثُّكَ الآن ما ألقى من الشَّجَنِ |
| ودعتُ أيام عمري وهي نافرةً |
| من الخداع من البأساء والضغنِ |
| تسابقَتْ بين آمالٍ مسافرةٍ |
| أمشي على وهْنِها في ليلِها الدَّجِنِ |
| ماذا أؤملُ من دنيا فأسألها |
| من المزيدِ لأوهامٍ بلا ثمنِ |
| حدِّقٍ بعينيَّ تروي ما ألَّم بها |
| ظلمٌ من الناس بل جورٌ من الزمَنِ |
| وقفْتُ مستسقِياً كأساً وفي شِيَمٍ |
| لحاقدٍ يرتوي من نبعه الأسَنِ |
| فأقسم الحب هذا لا وفاءَ له |
| ما كلُّ صاحبٍ في الدنيا بمؤتَمنِ |
| أقمتُ بالحب روضاً هادئاً عبِقاً |
| وقد تفرَّقَ قبلَ الفوزِ بالسكَنِ |
| أما وقفْتَ على أطلالِهِ لترى |
| كيفَ أستبدَّتْ به الأيامُ بالمحَنِ |
| إني قنعْتُ فحظِّي بينه تعِسٌ |
| عزَّ المقامُ به في لجةِ الظننِ |
| ماذا رأيتَ فحدِّثْني ولا حرجٌ |
| لقد بكيتُ بآثاري على فَنني |
| أما تأملْتَ في وجهي وقد عبَثَتْ |
| يدُ الزمانِ على روحي وفي بَدَني |
| إني سأرحلُ عن أمسي وحاضِرِه |
| بلا رفيقٍ إلى صفوٍ بلا إحَنِ |
| سهلٌ إذا فارقت روحي وقد سلِمَت |
| من المصائبِِ والآفاتِ والفتَنِ |
| أعودُ لا نادِماً لا أشتكي أسفاً |
| فقدْ هجرتُ حياةَ الهون والدَرَنِ |
| فيمَ انتظاري وقد جدّ الرحيلُ فما |
| جَدوى التصبُّر بين القَيْدِ والرَّسَنِ |
| يا من يبلِّغُ بعدي كلَّ ذي ألَمٍ |
| أن الوفاءَ بلا أهلٍ ولا وطَنِ |
| * * * |