| عطَّلتَ باللوم المؤرقِ زورقي |
| وقضيتُ فيه بخيبةِ الآمالِ |
| أجتُّر في البحرِ العميقِ سلامتي |
| وأخافُه من شدةِ الأهوالِ |
| وكأنني المأسورُ في أمواجِه |
| أو تائهٌ في وحشةِ الأدغالِ |
| فأسيرُ في طلَبِ النجادةِ جاهداً |
| ما بين معتركٍ وسوءِ نزالِ |
| حتى إذا أدركتُ ضوءاً خافِتاً |
| يممْتُه من فرحةِ الإطلالِ |
| فيغيبُ إذْ يبدو كأنَي هائمٌ |
| متبددٌ ومقطَّعُ الأوصالِ |
| لا يستقرُّ بي القرار لراحةِ |
| ويصيبُني جزعٌ من الترحال |
| من أين لي برُّ الأمانِ أنالُه |
| أو أين لي صبُر على الأوجالِ |
| ولقد يجدّ بي المسيرُ لعلَّني |
| أدنو إليه بسائرِ الأحْوالِ |
| ذهب الوفاءُ روايةً بينَ الْورى |
| واليومَ عادَ لمعْجَمِ الأمثالِ |
| وذرفْتُ دمعاً لا يكفُّ وجيبُهُ |
| حيناً ولا يُفضي إلى الإقلالِ |
| يا قلبُ لا تُعنى فكمْ من نكبةٍ |
| مرَّتْ بإدبارٍ على إقبالِ |
| وإذا رماكَ الدهرُ في غمراتِها |
| لا تشتكي أسفاً بأيةِ حالِ |
| وعليك بالصبرِ الجميلِ فإنَّه |
| يُهدي إلى الحُسْنى من الأعمالِ |