| صفوُ الحياةِ وفائي جئتَ تقتُلُه |
| بلا سلاحٍ لتُجريني به مثَلا |
| لا يرتضي الذلَّ حرٌّ لو جرى دمُه |
| على الترابِ وذاقَ الموتَ واكتحلا |
| يا مُوقدَ النارِ في صَمْتي تؤجِجُها |
| هل تبتغي بعدَها في خافِقي حِوَلا |
| تأسو على قسوةِ الأيامِ في أسَفٍ |
| لتجعلَ اليأسَ لي في ويلها أمَلا |
| ما كان لي بينَ ماضِيها وحاضِرها |
| بعضُ التشاؤمِ كي أختاره بَدَلا |
| لكنَّما الحقدُ أدْهى ما يُصابُ به |
| قلبٌ يُقيم على البغضاءِ مشتعلاً |
| ما نضرةُ العيدِ في ليلي وفي غدِه |
| إني إلى الحبِ قد آويت معتزِلا |
| لا تسْقنِي من سرابِ الأمسِ صافيةً |
| من الرحيقِ ولا شهداً ولا عَسَلاً |
| ما كان ظنِّي ولا طافتْ بخاطرتي |
| أنَّ الرضا والمُنى قد أطْرقا خَجَلا |
| الوردُ يضحكُ رغمَ الشوكِ يُؤلمه |
| لكنه ما اشْتكى من قُربه مَلَلا |
| يا ساخِراً يتغنَّى في معاتبتي |
| في قولك اللحنُ قد أكرمَتني نُزُلا |
| كفاك لا تبعث الماضي فتزعجني |
| إذْ ليس لي طاقةً كلا ولا قبَلا |
| وعشْ كما شئتَ في الجوزاءِ في رغدٍ |
| ودعْ لقلبي الأسى يمضي به خضِلا |
| وقصِّر الطرفَ عن قصدي لتعذرني |
| قد صرت من قسوة الأيام مرتحلا |
| إن المحبَّ يرى ما لا يراه به |
| فيمن يرى السعدَ في أهدابه وشلا |
| يسعى إلى الحسنِ بل يفديه مبتسِماً |
| حتى يراه على الأغصانِ مكتملاً |
| ويرحلُ الحزنُ عن دنياه في عدمٍ |
| فلا يكونُ مع الأفراحِ متَّصِلا |
| لقد أسأتَ ولا أدري ويحزُنُني |
| أنّي رأيتك بالأوهامِ مُشْتغلا |
| شكوتُ منك ومن روضٍ أُسامِرُه |
| لما رأيتُ على أركانِه خطلا |
| أفوزُ بالآه.. يا عمري تؤانِسُني |
| خيرٌ من الغدْرِ أن تأتي به جذَلا |
| ولتسألِ الليلَ عني فهو يعرِفُني |
| يا كمْ كتبْتُ على أطرافه غَزَلا |
| إن الحوادثَ قد تُودي بصاحِبِها |
| ما لمْ يكنْ بينها في بأسِها رجُلا |
| ينقضّ كلُ بناءٍ ماله أسُسٌ |
| ولا يُبيدُ الأسى في عنفه جَبَلا |
| لقد أباحَ الهوى عن سِر عاطفتي |
| ألا ترى مَدْمعي يا صاحبي هطلا |
| * * * |