شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل سَألتَ الليل
صفوُ الحياةِ وفائي جئتَ تقتُلُه
بلا سلاحٍ لتُجريني به مثَلا
لا يرتضي الذلَّ حرٌّ لو جرى دمُه
على الترابِ وذاقَ الموتَ واكتحلا
يا مُوقدَ النارِ في صَمْتي تؤجِجُها
هل تبتغي بعدَها في خافِقي حِوَلا
تأسو على قسوةِ الأيامِ في أسَفٍ
لتجعلَ اليأسَ لي في ويلها أمَلا
ما كان لي بينَ ماضِيها وحاضِرها
بعضُ التشاؤمِ كي أختاره بَدَلا
لكنَّما الحقدُ أدْهى ما يُصابُ به
قلبٌ يُقيم على البغضاءِ مشتعلاً
ما نضرةُ العيدِ في ليلي وفي غدِه
إني إلى الحبِ قد آويت معتزِلا
لا تسْقنِي من سرابِ الأمسِ صافيةً
من الرحيقِ ولا شهداً ولا عَسَلاً
ما كان ظنِّي ولا طافتْ بخاطرتي
أنَّ الرضا والمُنى قد أطْرقا خَجَلا
الوردُ يضحكُ رغمَ الشوكِ يُؤلمه
لكنه ما اشْتكى من قُربه مَلَلا
يا ساخِراً يتغنَّى في معاتبتي
في قولك اللحنُ قد أكرمَتني نُزُلا
كفاك لا تبعث الماضي فتزعجني
إذْ ليس لي طاقةً كلا ولا قبَلا
وعشْ كما شئتَ في الجوزاءِ في رغدٍ
ودعْ لقلبي الأسى يمضي به خضِلا
وقصِّر الطرفَ عن قصدي لتعذرني
قد صرت من قسوة الأيام مرتحلا
إن المحبَّ يرى ما لا يراه به
فيمن يرى السعدَ في أهدابه وشلا
يسعى إلى الحسنِ بل يفديه مبتسِماً
حتى يراه على الأغصانِ مكتملاً
ويرحلُ الحزنُ عن دنياه في عدمٍ
فلا يكونُ مع الأفراحِ متَّصِلا
لقد أسأتَ ولا أدري ويحزُنُني
أنّي رأيتك بالأوهامِ مُشْتغلا
شكوتُ منك ومن روضٍ أُسامِرُه
لما رأيتُ على أركانِه خطلا
أفوزُ بالآه.. يا عمري تؤانِسُني
خيرٌ من الغدْرِ أن تأتي به جذَلا
ولتسألِ الليلَ عني فهو يعرِفُني
يا كمْ كتبْتُ على أطرافه غَزَلا
إن الحوادثَ قد تُودي بصاحِبِها
ما لمْ يكنْ بينها في بأسِها رجُلا
ينقضّ كلُ بناءٍ ماله أسُسٌ
ولا يُبيدُ الأسى في عنفه جَبَلا
لقد أباحَ الهوى عن سِر عاطفتي
ألا ترى مَدْمعي يا صاحبي هطلا
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج