| لا تسألي عن مدى شوقي وتحناني |
| أو عن عذابي وآهاتي وحرماني |
| أسقاني الدهر من غصّاتهِ حِقَباً |
| صِرْفاً من المُرِّ أعْياني وأبْلاني |
| تأتي على غرةٍ مني نوائِبه |
| فيا لكثرةِ أحزاني وأشجاني |
| ألِفْتُ كل عذابٍ في ضراوته |
| في كلِّ دفقةِ عنفٍ ذَات ألْوانِ |
| فما تبرَّمتُ من جوْرٍ ولا صَلَفٍ |
| ولا تخلّيْتُ عن صبري وإيماني |
| صبرت مَا ضَعُفَتْ نفسي ولا جَزِعَت |
| وقد هَزَمْتُ بحسنِ الصبر شيطاني |
| أخفيتُ عنك هموماً لا أبوح بها |
| وقد ظفرتُ بربحٍ بعد خسرانِ |
| تبدّل الدهر عن حالاته برضاً |
| ذاك الذي لم يكن، بالحيف ينساني |
| وقد نعمتُ بأفياءٍ تظلّلني |
| بين الجداول في أرجاء بستاني |
| تروقُ لي فيه أفنانٌ معطرةٌ |
| من البشام إلى فلٍّ وريحانِ |
| وعدت أرشفُ نبعَ الماءِ في وَلهٍ |
| وكنت أشْرَقُ من طوفان أجْفاني |
| لم يبلغ البين فيما رام غايته |
| لمّا تطاول في ذلي وإذعاني |
| واليوم راحاته للحب أبسطها |
| فيعزف الحب من سجعي وألحاني |