ذبلتْ زهور حديقتي فتبدلتْ |
تلك الرؤى عنْ حسنها الفتَّانِ |
وبكيت أيام الشبابِ وصفوَها |
وأقمتُ من وجْدي على أحزَاني |
لا شيء يغرِي في الحيَاةِ بمالها |
من بهجةِ تبْدو على الأكْوانِ |
سابقت أيامي كأن نعيمَها |
قد مرَّ بي في لحظة وثَوانِ |
وأعيش في سأمٍ مملٍّ قاتلٍ |
بين الأسى ومرارةِ الحرمانِ |
بل هكذا تمضي الحياة وشأنها |
في كل ثوبٍ باهتِ الألوانِ |
وعرفتُ أني لم أكن متشائماً |
حتى استحالَ الأمر عن إمكانِي |
أين ابتهاجُ العمرِ أين ربيعه |
ومسرتي في سالفِ الأزْمانِ |
أيامَ كان القلبُ يرفلُ بالرِّضا |
وكأنه خالٍ من الأدرانِ |
والصفو يرقصُ ضَاحكاً متهلِّلاً |
ويميلُ من طربٍ على الأغصانِ |
ولقد تباينتِ الرسوم وأصبحتْ |
يَحْكي مُحيَّاها مَدى الحرمانِ |
وتفرّق الأحباب نَهْبَ همومهم |
والكل منها مشفقٌ ويعاني |
وطَفَقْتُ لا أدري. وأيَّة حيلةٍ |
أجْتازها في رحلةِ السلوانِ |
يا ربَّما جاد الزمانُ وعاد لي |
زهوُ الربيع وصفوةُ الخلاَّنِ |