هل عاد حبي لديكِ اليوم مرتهناً |
حتى أبيح لداعي العرض والطلبِ |
عودي إلى الحقّ لا تمضين مسرفةً |
بالظن في حادثات الجد والكذبِ |
لا تهزأي بفؤادٍ ليس يسعده |
منك الخداع فلا تغريه بالتعبِ |
ما كنتُ من نازلات الدهر في جزعٍ |
أو كنت منها بقرب الخوف والنصبِ |
جاوزت بالحب في معناه معرفةً |
وقد مضيت به في قمة الرتبِ |
والزيف والذل لا تبقى وسائله |
فالحب ان عفّ لا يسمو مع الرِّيَبِ |
ألقيتِ بي في متاهاتٍ ومفزعةٍ |
من الزمان وبين الجهد والتعبِ |
فما لديك وإن النفس في وجلٍ |
تلك التي تدرك العلات بالسببِ |
أمن وعيدٍ إلى وعدٍ وعاصفةٍ |
من الدموعِ بما يدعو إلى العجبِ |
طوفي بربّك بالماضي فإنَّ به |
آثارَ مغرمةٍ باللهو واللعبِ |
أخذتُ منك بما أدريه كل أسىً |
فما بلغت به مذعورة الأربِ |
كفيّ عن الدمع فالأيام شاهدةٌ |
وقد طواها النوى، في غيهب السحبِ |
ولا تقولي بأن الحب يؤرقني |
أو أنني عدت للإخفاق والعطبِ |
لقد وجدت ربيع العمر مؤتلقاً |
يميل من خفة في رقة الطربِ |
فما سطرت له إلاّ على ملأٍ |
تراجم الحب بالياقوت والذهبِ |
لأن روحي التي تمضي معللةً |
تشتاق كل المنى في ثوبها القشبِ |
والنفس تَأْلَف من تهوى إذا سَلمتْ |
من الهمومِ منَ الأحْزانِ والكُربِ |
لقد محوتك من قلبي وذاكرتي |
إياكِ أن ترجعي عن شدة الغضبِ |
* * * |