شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نجوى العشب.. والمطر الهتون
لمّا هجرتك واستعليت في حذري
وصرت أسرف في ظنّي وفي فِكَري
قد كنتَ لي مورداً عذباً وتغمرني
بصادق الحب. لا تقوى على كدري
هلاّ أرى في حماك اليوم ملتجأً
فيما أتيت وما قد كان من خبري
فقد كفاني بأني جئت ملتمساً
منك السماح وفي إذعان معتذرِ
لا شيء يعدل بالإحسان عن نزقٍ
وليس يجزل فيه غير مقتدرِ
ما أنت فظٌ وعفو منك آمله
لأنّها الروح في شيءٍ من الخطرِ
كم حذرتني ولكنّي ويا أسفي
مضيت عن غايتي في مطمحٍ عسِرِ
قد كان أمرٌ مع الأحلام أحسبه
بخاطري رحلةً تمضي بمنتصِرِ
من شفه الوجدُ أوْ مَنْ بات في ألمٍ
فكيف يرجع عن ليلاه بالسهرِ؟
يا من به تزدهي الدنيا ويؤنسها
متى اللقاء فأحظى منك بالنظر؟
وأحور الطرف فتانٌ لعاشقه
يموج منه الهوى في ثوبه العِطرِ
وهمسه دفق ألحانٍ ترددها
سواجعُ الطير أو ترنيمةُ الوتَرِ
قد همْتُ في حسنِهِ حيناً وسامرني
من مغرب الشمس حتى هدأةُ السحَرِ
وجاءني مسبلاً كالليل غرته
ونوره ساطعٌ عن وهجةِ القمرِ
متى وفي ظله ألقاه يسعدني
ونلتقي والمُنى في روضه النضِرِ
وغيمة الحب والنجوى تظللنا
ويورق الزهر من هتانة المطرِ
ويرقص البانُ ميّاساً ومبتهجاً
يميل بالعِطف بين الدّلّ والخفرِ
يا نفسُ إنْ لم يعد صفوى كعادته
فقد رميتكِ بعد اليوم للضجرِ
حتى أعالجَ آهاتي وأمهلها
وكيف يا ليت. لا تغني عن الحذرِِ
ناشدتك الله لا تدرين ما وجلي
ألا تقصّيه بين الناس بالأثرِ
ولتسألي عنه من تلقَين في دأبٍ
في كلّ فجٍّ وفي بدوٍ وفي حضِرِ
وحاولي موعدي لكن إلى أجلٍ
أو لا فعودي لقلبٍ جِدَّ منكسِرِ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :683  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 108
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج