كيف لا أشتكي بطول الخصامِ |
حين أسرفت في حديث الملامِ |
أنت بادرتني بهجرِ طويلٍ |
ثم أنذرتني بمنع السلامِ |
كيف حالي وقد براني غرامي |
من لهيب الهوى وعنف الهيامِ |
أشتكي تارةً إليك وأبكي |
بدموعٍ تفيض مثل الغمامِ |
ضاع صبري من التجنّي وفيه |
وطأةً خِلْتُها كحد الحُسَامِ |
قد رميت الفؤاد مني بسهمٍ |
لست أقوى على انتزاع السهامِ |
يا لك الله من حبيب عصيٍّ |
حسبك الله. يا رقيق القوامِ |
أمسكتْ حدةُ الخصام لساني |
فكأني هنا عييّ الكلامِ |
بين عينيّ كلّ ماضٍ أنيسٍ |
وزمانٍ مكللٍ. بالوئامِ |
غير أن الشكوك قد أورثتني |
بعض حيفٍ من الأمور الجسامِ |
تتأبَّى عن أن تزول وتبقى |
في ثباتٍ قريرةً بالمقامِ |
قسوة الدهر والأماني سرابٌ |
يخدع المرء عن بلوغ المرامِ |
حيث لا الأمنيات تمضي لسعدٍ |
في طريق الحياة بين الزّحامِ |
لا ولا المبكيات تغفل حيناً |
فهي تجري. على جميع الأنامِ |
ما لقلبي الجريح. أو ما دهاه |
آن أن يشتكي عناء السقامِ |
آه يا قلب مرَّ طيفٌ جميلٌ |
زارني خلسةً كبدر التمامِ |
يتهادى مدى يلاعب فكري |
صورة تختفي بجنْح الظلامِ |
يا منى النفس هل تعودين حسبي |
في فتون الهوى كمسك الختامِ |
فامنحي اليوم ساعةً من صفاء |
من خلال الرضا وبرّ الكرامِ |
* * * |