| دعيني وشأني لا تثيري متاعبي |
| ولا تسرفي باللَّوم بعد النوائبِ |
| رجعت لأحلام الشباب وإنّها |
| محطمة الأشلاء في كل جانبِ |
| أحاول جهدي في التئام شتاتها |
| ولكنها تأبى لأطماع خائبِ |
| كأني على آثارها من تلهفي |
| أعلل في يأسٍ بعمق التجاربِ |
| وما راعني بين التمني وحسرتي |
| سوى مخرجي منها بحسن العواقب |
| فقد ضاع مني العمرُ إلاّ بقيةٌ |
| ويا ربما تمضي بأجفانِ واثبِ |
| أصدِّق آمالي بإصرار واثقٍ |
| فتأخذني قسراً إلى وعد كاذبِ |
| وقد كنتُ أستبقي من الدهر صاحباً |
| متى كان هذا الدهر سلْماً لصاحبِ؟ |
| ينازعني بين السرور مغرراً |
| فيسلمني رغماً لشر المتاعبِ |
| يعاندني فيها برأيٍ مكابرٍ |
| ويتركني نهباً لهول العجائب |
| وهاتي أريني اليوم إن كانَ لم يزلْ |
| لديكِ من الأفراحِ بشْرى لناضبِ |
| لعلي أداوي القلب مما أصابه |
| شدائد تستعصي على وهن ناضبِ |
| فلم يبق عندي غير أناتِ حائرٍ |
| وآلام محزونٍ وأغضاء عاتبِ |
| وهيا أعيدي للزمان نضَارتي |
| فإني لظمآنٌ لشَهدِ المشاربِ |
| لقد ذبلتْ روحُ الصِّبا وإذا بها |
| تثير حديثاً في زوايا الذوائبِ |
| وكيف يعود الغصن رطباً وقد سرى |
| به العمر لا يُرْجَى رجوعٌ لذاهب |
| فيا ويح أيامٍ لهوتُ بصفوها |
| وماذا تفيد الآن شكوى لغاضبِ |
| وداعاً وأعباء الملام جسيمةٌ |
| وداعاً لأحلام السنين الكواذبِ |
| * * * |