| أذكري بعدنا حديثَ الأماني |
| وفتونَ الربيع والأقحوانِ |
| حين أُسقى من العبير ونفسي |
| تحسن الظن بالذي قد سقاني |
| ولحاظُ الظِّباءِ قد عارضَتْني |
| لستُ أدري وأي ظبيٍ رماني |
| طلِق الوجهِ حين أغضى حياءً |
| وتناهَى تأسفاً إذ رآني |
| يطلب الصفح والتعللُ يَشْفي |
| لوعةَ الصَّبَّ بادِّعاء الهوانِ |
| ثم سامحته وكاد وجيبي |
| يلثم الثغر في سخي الحَنانِ |
| يوم كان السحاب يهْمي رخاءً |
| بين سحر المنى وصفو الزمانِ |
| وتفيض المروج أنساً وعطراً |
| وجمالاً مع الوجوه الحسانِ |
| داعبتْ ظلنا فأرخت سدولاً |
| من ثياب العفاف بين المغاني |
| والندى والوفاءُ يجري سجالاً |
| أريحيَّ الصفات عفّ اللسانِ |
| وتنادت إلى الرحيل ركابي |
| وأباح الهوى رقيقَ البيانِ |
| واستجابت مدامعي وشجوني |
| بين فرطِ النوى ولهوِ الأماني |
| وتجاسَرْتُ للوداعِ وقَلبي |
| دائبُ الخَفْق ممسكٌ في عناني |
| كيف لي بالفراق بعد ائتلافْ |
| وانتهى الحلم كله في ثواني |
| * * * |