عادت بإشراقها للحب ثانيةً |
تداعب الزهرَ في شيء من الخجلِ |
وتنثر العطرَ في أرجائه ألِقاً |
يجدد الروحَ بعد الوهْنِ بالأملِ |
إذ كان للشوق أصداءٌ مموجةٌ |
وصولةٌ في طريق الحب لم تطلِ |
وأرسلتْ دمعةً حرَّى مؤرقةً |
تبكي لِمَا فات من أيَّامها الأُوَلِ |
لكنها ما استمرت في تنهُّدها |
ولا استكانت له باللوم والوجلِ |
فأطلقتْ من عنان الخوف عاطفةً |
من الحنان بقلبٍ والهٍ جذِلِ |
وضحكةً سمْحة الإطلال مشرقةً |
تطلّ فيها بحسن رائع المثلِ |
ولم تجِد عن أهازيج المنى بدلاً |
لأنَّ في الجد ما يغني عن الهزلِ |
وإنّها في هدوء النفس عابقةٌ |
بالعطر معجبةٌ بالمنظر الخضلِ |
تردد اليوم ألحاناً مرتلةً |
تمزق البعدَ في ضيقٍ وفي عجلٍ |
تَزف أنغامَها من بَعد غربتها |
كما تزُف تهاني النصرِ للبطلِ |
يا من رأى فتنةَ الألحاظ مغضيةً |
بين الحياء وبين الوشِي والحُللِ |
يحنو الفتونُ عليها كلما نظرتْ |
للبحر حيث ترى الأمواج كالشَعلِ |
وفي الحفيف من الأشجار أغنيةً |
ورجْع ترديده همسٌ من القُبلِ |
لا يدرأ الحبُّ بطشَ المستبدُ به |
ولو قليلاً إذا يدنو إلى الزللِ |
فالحب كالنبْت يُسقى من رحيق هوىً |
وتستبين المنى في حسنه الثَّملِ |
* * * |