مالي به كيف ألقاه ويهملني |
ومرّ في كبرياءٍ ركبُه الساري |
وقد وقفتُ له والشوق يغلبني |
حتى تحييه بالترحاب أشعاري |
وقد صنعت له بالحب آنيةً |
من الوفاءِ وفيها كلُّ أزهاري |
سقيتها من كريمِ الشَّهد عاطفةً |
من الحنان ومن أنداء أنهاري |
على تراجيع أنغامٍ مرتلةٍ |
بأصدق البَوح في طيّاتِ أسراري |
ما كلّ ما في الهوى تغرى محاسنه |
ولا مساوئه تبدو لأنظاري |
ما للعواذل آلامي أعالجها |
بفطنة الصّب يستجلون أخباري |
متى سمحت لهم يبغونني غرضاً |
فيسرعون الخُطى في هتْك أستاري |
أصبحتُ لا تستوي عندي مواجدُهمْ |
ولا مودّتهم في عرف أفكاري |
يا من تمكَّن من قلبي فعذّبَه |
زيادةٌ منك إذلالي وإعساري |
قضيتُ بالحبِّ حتى شئته خبراً |
يضيء كالشمس جهراً رغم إنكاري |
والنفس بالمأمل المحزون قد رجعَتْ |
باليأس من رحلة الدُّنيا وأسفاري |
مرارةٌ تلكَ من حظِّي سأكْتبها |
بالإعترافِ على صَفَحات أوزاري |
ولست أخفي تباريحي ولا أسفي |
أبكي ويضحكني لَومي وإصراري |
قد غادر الدمعُ جفني بل وفارقني |
فلا يعاودني بالهمّ تذكاري |
كرهتُ كل حديث واكتفيتُ بما |
يغْني وكفىَّ منه قيد أصفارِ |
ساقيتك الحبَّ صفواً ثم تنكرني |
لما بلغت به أبعاد أعذاري |
وعدت لا مكرهاً أو خانه أملٌ |
من بعد إخفاقهٍ في جنْح آثاري |
وكنت أخشى لأحلامي تسامرني |
ويستبدّ الهوى في عنفه الضاري |
لكنّني ثمّ لا أدري وفي عجلٍ |
حطمتُ آنيتي. حطّمت قيثاري |
كرامتي كيف لا أسمو بها طلباً |
أو كيف أجهل معناها ومقداري |
* * * |