كأنك في نفسي عيوني ومسمعي |
وأنّك في أعماق قلبي وأضلعي |
وأنك ما فارقت إلاّ لسلوةٍ |
وأنت حديثي بين أهلي ومربعي |
ويعتادني فيما إذا لاح بارقٌ |
خيالُك والذكرى تشنّف مسمعي |
فيغلبني دمعٌ هتونٌ كأنه |
قلائدُ عقْدٍ من جُمانٍ مرصَّعِ |
وترقص في وقعِ حزينٍ حمامةٌ |
وتصدح في شدوٍ أليفٍ مقطَّعِ |
وتبكي على الآثار هتَّانَةُ الندى |
وترحل في صمتٍ عجيبٍ مروَّعِ |
وتنظر للأفلاك في غيهب الدّجى |
وتسهر في ليلٍ كئيبٍ ومُفزِعِ |
تعالج في وهْنٍ تباريحَ سهْدها |
وقد طال مسراها برجع التوجعِ |
وتضرب في عرض الفضاء بكفها |
أهازيجَ من لحنٍ بعطرٍ مضوّعِ |
وما زال يغريها بآفاته النوى |
وما زال يسقيها بكأس التجرُّعِ |
فكم ليلةٍ ليلاءَ بين ظلامها |
يخاف الكرى فيها الدخول لمخدعي |
وما شعّ نورٌ من خلال غمامةٍ |
ولا زار حتى بالترفق مهجعي |
وما كلّ شوقٍ قد يخفُّ وقيدُه |
إذا قام في وصف المحبة مُدّعِ |
عساني أرى في كل همسة عاشقٍ |
تباشيرَ أحلامي وغاياتِ مطمعي |
كأني بأبصاري إليه تجاسرت |
وثوباً على شوقٍ كسهم مشّرعِ |
إذا غاب عني في مغبات أمسه |
سيحيا بآهاتي وأعماق مدمعي |
* * * |