| يا شاطيء الحب إني ما نسيت هوىً |
| طاف الخيالُ بذكرى في مغانيهِ |
| على ضفافك كان العطرُ مؤتلقاً |
| كأنما في نسيم الصُّبح تزجيهِ |
| إذْ مجمع الشمل والأفراحُ غامرةٌ |
| تزُفُّ في فتنةٍ نشوى وفي تيهِ |
| يبوح كلّ حبيبٍ من سريرته |
| وأنت تكتم ما نخفي ونبديهِ |
| والموج يرقص ميَّاساً على نغمٍ |
| يخالِسُ الحسنَ والألحانُ تشجيهِ |
| ويسهر البدرُ والأفلاك مصغيةٌ |
| إلى حديث الهوى العذريّ يَحكيِه |
| والفجر إطلالةٌ عذراء ضاحكةٌ |
| والسمعُ والطرفُ بعضٌ من مَواليهِ |
| يستيقظان على التسهيد من خجلٍ |
| يعانق العطفَ في أسمى معانيهِ |
| يا رعدَةَ الشوق هل رَجْعٌ بأمنيةٍ |
| وسابق العهد هل نحيي لياليهِ |
| عذل البعاد لقد أزرى فعذّبني |
| واستمرأ الرقَّ في عمري وماضيهِ |
| مُدلّهٌ لا أحتمل أصداء ذاكرتي |
| يا موحشي هام قلبي في فيافيهِ |
| ظوامئِ كلُّ آمالي وقد تعبتْ |
| يَسْتامها الدهر في شتى مراميهِ |
| تا للّه لن أبرح الشكوى ولو عَظُمَتْ |
| نوازف الدمع نضخاً في مآقيهِ |
| حتى يطلَّ من الآفاق في ترفٍ |
| وأستريحَ وأشواقي تناجيهِ |
| يا مورق الجفن هل يسدي هواك رضاً |
| فتسعد القلب باللقيا وتُحييهِ |
| * * * |