دليل المسلم في الاعتقاد والعبادات
(1)
|
من تأليف فضيلة العلامة الشيخ عبد الله خياط؛ الخطيب في الحرم المكي الشريف، ومستشار وزارة المعارف، وقد تم طبعه على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز؛ أمير منطقة الرياض؛ وبناء على اقتراح من معالي الشيخ محمد بن علي الحركان؛ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، تمت ترجمة القسم الأول، من هذا الكتاب، إلى اللغة الإنجليزية، وطبعت هذه الترجمة، كما ترجم القسم الثاني، من هذا الكتاب، إلى عدة لغات، منها: الإنجليزية، والفرنسية، والتركية، والجاوية، والأردو. |
*يقع هذا الكتاب في قسمين؛ القسم الأول: دليل المسلم في الاعتقاد؛ وهذا القسم يشتمل على مقدمة، وثلاثة أبواب. |
يتعرض المؤلف، في المقدمة، لحاجة الأمم إلى الإصلاح في جميع أمورها، مبرزاً دور الدين الإسلامي في انتشال الأمة العربية من جاهليتها وضعفها - إلى الدور الحضاري العالمي؛ الذي اضطلعت به في فترة يسيرة؛ لا تتجاوز ثلاثين سنة، ثم ما كان من أمر انتشار الإسلام، بين الأمم الأخرى؛ حيث وجدوا فيه لطفاً ورحمة وخيراً ونعمة، لا عقيدة ينفر منها العقل؛ وهو رائد الإيمان الصَّادق، ولا عمل تضعف عن احتماله الطبيعة البشرية وهي القاضية في قبول المصالح والمرافق. |
ثم يخلص المؤلف من المقدمة إلى الفصل الأول؛ الذي يعقده على ((الإسلام))؛ فيتعرض لمحاسنه، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإحلال الطيبات، وتحريم الخبائث، ورفع الأغلال، وتحريم الربا، والاستغلال، والخمر، والميسر، وتحريم الانتحار، بكل وسيلة من الوسائل. |
ومن الموضوعات التي عالجها المؤلف، في هذا الفصل، الدعوة إلى الإسلام؛ كدين خاتم،وعن العناصر التي يتكون منها هذا البناء المتكامل الثابت الأركان. |
أما الفصل الثاني - فيحدثنا فيه فضيلة الشيخ عن مراتب الدين، وأركان الإسلام - حديثاً موجزاً، يبتعد فيه عن الغموض، الذي تقع فيه بعض المؤلفات، التي تدور حول هذا الموضوع، ويقترب فيه من نفوس الناشئة بما يسوقه من أدلة واضحة في أسلوب يتواءم مع كل المستويات. |
ويختتم المؤلف هذا القسم بفصل عن التوحيد والشرك - يقول فيه: ((التوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان، ونقيضان لا يلتقيان، فالتوحيد في مدلوله: إفراد لا يقبل المزاحمة والشرك في مدلوله فوضى وتخليط؛ أما الإفراد فيجب أن يكون لله الواحد الأحد؛ إفراد في الربوبية، والخلق، والتدبير، كما هو إفراد في الألوهية، والذات، والأسماء، والصفات)). |
ومن هذه المقدمة - ينطلق المؤلف في توضيح أقسام الشرك ومخاطره، ووجوب الترفع عن التلبس بشيء منه؛ لأنه أعظم الذنوب، ومن الحديث عن الشرك إلى الحديث عن الشفاعة وشروطها، وشفاعة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العظمى التي يتخلف عنها أولو العزم من الرسل. |
وبأسلوب المربي القدير، وثقافة العالم المتمكن - يعالج بعد ذلك، فضيلة الشيخ الخياط موضوعات التبرك، والغلو، والكرامات، والبعث. |
وبهذا الفصل ينتهي القسم الأول من الكتاب - ليبتدىء القسم الثاني منه؛ وهو يعد، في حقيقته، الدعامة الأخرى، التي تقوم عليها حياة المسلم؛ وهي ((العبادات))؛ ويتكون من خمسة فصول: |
الفصل الأول يتناول الطهارة بالشرح والتفصيل؛ كسنن الفطرة، والغسل بأنواعه، والاستنجاء والوضوء، والغسل الكامل، والتيمم ((صفته وأحواله)) ومن الطهارة ينتقل المؤلف إلى ((الصلاة)) ويستغرق حديثه عنها جزءاً كبيراً من هذا القسم، هو مضمون ((الفصل الثاني)) وهو الذي يفتتحه ببيان منزلة الصلاة من الدين؛ ((فلقد بلغ من عناية الإسلام بها أن أمر بالمحافظة عليها، حتى في أحرج المواقف، واشتداد الخوف، حين يكون المسلمون في ساحة الوغى قال الله تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ. فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً. |
ومن مزايا هذا الفصل ما أقدم عليه فضيلة المؤلف من شرحه للصلاة بطريقة علمية، كما نقلها الأئمة رحمهم الله - من السلف عن الصحابة - رضوان الله عليهم - اقتداء بقوله - صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي ولقد استوفى هذا الفصل الحديث عن صلاة الجماعة وفضلها وصلاة الجمعة، وصلاة النوافل، وصلاة الوتر، وصلاة التراويح، وصلاة المريض، وصلاة العيدين، وصلاة الجنازة، مع موضوعات أخرى؛ كالوعيد في ترك الجمعة، والصلاة في زحام الناس، ومتابعة الإمام ومسابقته. |
وكان ثالث فصول هذا القسم عن فريضة ((الزكاة))، ثالث أركان الإسلام؛ التي لا يقوم إلا باستكمالها؛ حيث إنها فريضة اجتماعية تعبدية - تشعر بسمو أهداف الإسلام من عطف ورحمة وحدب وتعاون، إنها كما وصفها المؤلف ((حق المال؛ تنميه، وتباركه، وترتفع بأهله عن رذيلتي الشح والأثرة)). |
ثم تجده - في الفصل الرابع - يوالي حديثه عن فريضة الصيام، وأثره في التدريب على الروحانيات وكبح جماح النفس عن الملذات والشهوات المباحة، ويراه تجربة عملية تحد من طغيان المادة، وتعطي البدن فرصة التخلص من أوضارها، والأخذ في مدارج التكمل الذاتي والروحي، شهراً كاملاً من مجموعة شهور العام الإثني عشر. |
ثم يتولى فضيلة المؤلف، في هذا الفصل، مناقشة كل الأحكام الشرعية المتعلقة بثبوت رمضان، ووقت الصيام، ومبطلاته، وواجباته، ومستحباته. |
ثم يأتي، في الفصل الخامس والأخير، من هذا القسم، على فريضة ((الحج)) محاولاً - من خلال عرضه لأحكام الحج ومسائله - أن يضع، بين يدي المسلم، تصوراً واضحاً عن كيفية قيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا الركن الهام، من خلال الآثار النبوية الكريمة، التي رواها صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حجته في الجملة: |
إن ((دليل المسلم)) تجربة موفقة في عرض مبادىء الإسلام بما يتلاءم مع المناهج التربوية الحديثة في تقديم المادة العلمية بأيسر السبل وأوجز العبارات، مع الحرص على التطبيق العلمي فيما تدعو الحاجة إليه، والعمل على وضع الحلول لكل المسائل المتوقعة التي تلازم هذا التطبيق. |
والكتاب بعد ذلك دليل لمن يعيش في أحضان الإسلام منذ فطرته، للذين يبحثون عن نور الإسلام بين ظلمات جاهلية القرن العشرين، والله ولي التوفيق. |
|