شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد محمد أحمد مشهور الحداد ))
وألقى السيد محمد أحمد مشهور الحداد كلمة شارك في الاحتفاء بالضيف فقال:
 
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبينا محمد، عليه أفضل الصلاة والتسليم. أيها الحفل الكريم، شاعرنا الفاضل، المضيف الفاضل الأستاذ عبد المقصود خوجه. إخوتي المعلقين: يسعدني في هذه الآونة أن أقول شيئاً، لكن ليس كما كنت أود أن أقوله لو كان لي علم سابق بشعر أستاذنا الفاضل الأستاذ باعطب، لأنني أعلم أن الشعر شعور ورسالة، والرسالة في توجيهها مواقف، ومن المواقف في رسالة الشعر ما يستوقف فيك ومنك وجدانك، ويثير ويستثير انطباعك، والانطباع هو نتاج التصوير، أو نتاج تصوير التصور لدى الشاعر.
 
- والواقع إني لا ولن أستطيع أن أقول ما أود أن أقوله لشاعر أصيل في إحساسه وشعوره، في أخيلته ورؤاه. لكن يسعدني أن أتناول القصيدة التالية التي ذكرها الشاعر في ديوانه "عيون تعشق السهر" بعنوان "أم القرى"، وهي تحكي لنا الكثير. يقول الشاعر:
 
يُنصت الكونُ حين تتلو الثَواني
في خُشُوعٍ على الحياةِ أَذَاني
والترانيمُ بالمدامع تروي
نبضات القلوب في مهرجانِ
والطيوف الحِسان تخطر غُرّاً
تَسكُبُ النورَ في ظِلال المَعاني
فإذا المجدُ خاشعُ الطرفِ يُصغي
يستقي من يدي ويحسو بياني
* * *
في سجل الخلودِ والكبرياءِ
صفحاتٌ مضيئةٌ من عطائي
يحملُ النصرُ مِشعلي في ازدهاءٍ
والنَدى عَاطرُ الجناحِ وَرَائي
والرسالاتُ في مداري منارٌ
قُدُسِيُّ الرُؤى بديعُ الرُّواء
والليالي تُعيد رَجع نشيدي
في شموخٍ وعزَّة وإباء
* * *
في قصيٍّ من البلاد ودَاني
أينعت رحمة رياضُ حناني
زمزمٌ والمقامُ صنوان عندي
هذه مُهجتي وهذا لِساني
وحراءٌ له إليَّ انتسابٌ
ولِدَاتي الحَطِيمُ والمروتان
من جَفاني عداوةً وعقوقاً
جَرَّعَتهُ الحياةُ كأس الهوان
* * *
إن في الأفق لي مع النجم ذكرى
يوم سارت مواكب الفجر تَترى
وُلِدَ الفجر باسماً في يميني
فتهادى السلامُ يختال بشرا
رايتي في السماء تخفق نوراً
ونجومي تُطرز الأرض طُهراً
والبطولات ضمختها فداءاً
خلجاتي سلوا حنيناً وبدراً
* * *
أنا مهد التُّقى ونبع الأَمَانِ
وربيعٌ على جبينِ الزَّمانِ
طهَّر الله بالقداسة ذاتي
وتباهى براحتي الفرقدانِ
والهتافات خيفة ورجاءاً
صُورٌ حلوةُ الصدى في كياني
أنا أم القرى أَتِيهُ جلالاً
فوق صدري تعانق المسجدان
 
- لا أريد أن أطيل أو أن أدرس الشاعر عبر كلماته الخالدة، وقد أعطتنا هذه القصيدة الكثير مما يمكن أن نعرف بها. إن الشاعر قوي الإِحساس، بعيد الرؤى، ومن الممكن أن أقول أن الشاعر حريص على تراثه، فهو يذكر تراثه. ويستقطب سامعيه إلى تراثه، فمن منا لا يُستقطب عندما يسمع:
 
يَنصت الكون حين تتلو الثواني
في خشوع على الحياة أذاني
 
- ومن منا لا يشعر بالكبرياء وبالتعالي؟ عندما يعرف أن لماضيه صفحات مضيئة، ومن منا لا يشعر بالاعتزاز؟ عندما يعرف أن الرسالات كل الرسالات، وقد اختتمت بالرسالة الخاتمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها تمشي في مداره، أو في مدار مناره، ومن منا لا يتأثر عندما يذكر له ذلك الغار؟
 
- فكل مسلم، وكل ذي عقيدة أينما كان وحيثما كان يرى أن له انتساباً في وجوده إلى ذلك الغار، وله انتساب أيضاً إلى الحطيم والمروتين. وكأن الشاعر برؤاه البعيدة، وبحرصه على التغني بتراثه والإِشادة إنما أراد أن يكرس هذا التذكير ليذكر به من بعد عن تراثه، أو تناساه تراثه فهو يقول:
 
من جفاني عداوةً وعقوقاً
جرعته الحياة كأس الهوانِ
 
- فلشاعرنا المزيد من الرؤى البعيدة، ولمضيفنا الفاضل الأستاذ عبد المقصود الشكر والتقدير، فقد سعدنا في هذه اللحظات، كما سعدنا من ذي قبل، والله أسأل أن يجعل أعمالنا دائماً وأبداً مبرورة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :488  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 230
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج