| يُنصت الكونُ حين تتلو الثَواني |
| في خُشُوعٍ على الحياةِ أَذَاني |
| والترانيمُ بالمدامع تروي |
| نبضات القلوب في مهرجانِ |
| والطيوف الحِسان تخطر غُرّاً |
| تَسكُبُ النورَ في ظِلال المَعاني |
| فإذا المجدُ خاشعُ الطرفِ يُصغي |
| يستقي من يدي ويحسو بياني |
| * * * |
| في سجل الخلودِ والكبرياءِ |
| صفحاتٌ مضيئةٌ من عطائي |
| يحملُ النصرُ مِشعلي في ازدهاءٍ |
| والنَدى عَاطرُ الجناحِ وَرَائي |
| والرسالاتُ في مداري منارٌ |
| قُدُسِيُّ الرُؤى بديعُ الرُّواء |
| والليالي تُعيد رَجع نشيدي |
| في شموخٍ وعزَّة وإباء |
| * * * |
| في قصيٍّ من البلاد ودَاني |
| أينعت رحمة رياضُ حناني |
| زمزمٌ والمقامُ صنوان عندي |
| هذه مُهجتي وهذا لِساني |
| وحراءٌ له إليَّ انتسابٌ |
| ولِدَاتي الحَطِيمُ والمروتان |
| من جَفاني عداوةً وعقوقاً |
| جَرَّعَتهُ الحياةُ كأس الهوان |
| * * * |
| إن في الأفق لي مع النجم ذكرى |
| يوم سارت مواكب الفجر تَترى |
| وُلِدَ الفجر باسماً في يميني |
| فتهادى السلامُ يختال بشرا |
| رايتي في السماء تخفق نوراً |
| ونجومي تُطرز الأرض طُهراً |
| والبطولات ضمختها فداءاً |
| خلجاتي سلوا حنيناً وبدراً |
| * * * |
| أنا مهد التُّقى ونبع الأَمَانِ |
| وربيعٌ على جبينِ الزَّمانِ |
| طهَّر الله بالقداسة ذاتي |
| وتباهى براحتي الفرقدانِ |
| والهتافات خيفة ورجاءاً |
| صُورٌ حلوةُ الصدى في كياني |
| أنا أم القرى أَتِيهُ جلالاً |
| فوق صدري تعانق المسجدان |