شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عزيز ضياء وليلة الوفاء (1)
ليس هناك شيء في هذه الحياة أجمل من الوفاء والعرفان، فهو الوجه المضيء للوجود الإنساني، وهو ما يخفف عنا أوصاب الحياة ومعاناتها ويدفع بنا إلى عوالم أكثر شفافية، تلك العوالم التي تطمح الروح. دوماً، إلى الارتقاء إليها والتحليق في أجوائها العبقة.
ما أقدمت عليه جمعية الفنون والثقافة بجدة من تكريم الرائد الأستاذ عزيز ضياء بعد خطوة حضارية تدخل في دائرة العشق الإنساني لمعاني النبل وإعطاء ذوي الشأن، وخصوصاً إذا كانوا مفكرين أو أدباء أو شعراء إعطائهم ما يستحقون من شكر، وإذا كان رب العزة والجلال جعل الشكر سبباً للحفاظ على النعمة وديمومتها، فإن تعاليم الدين الخاتم حثت في مواضع عديدة على أن يشكر الإنسان أخاه، ويحفظ حقوقه فلا يغتابه، ولا يؤذيه، ولا يقدم على ما يتسبب في إيذائه فذلك شر مستطير، وإثم عظيم، وبهتان لن يمحوه من صفحات أعمال الإنسان إلا عفو صاحب الشأن عن المتسبب في هذا الضرر.
منذ وفاة الأستاذ ((عزيز)) والفكرة في تكريمه تترسخ جذورها في ذهن جليسه. وأكاد أقول لولا ما يفصل بين الرجلين من مسافة زمنية تتصل بالعمر إنه رفيق مسيرته الدكتور عبد الله مناع، بل واحد من ثلاثة رجال تضيء أسارير الأستاذ ((المناع)) عند رؤيتهم، فلقد كان الحفي دوماً بأبي ضياء وأبي فاروق الأستاذ محمد عمر توفيق وأبي مازن السيد إياد أمين مدني، وكان يشاركه هذا ((الهم)) إن صح التعبير، الزميل الدكتور ((عبد الله المعطاني)) الذي أعطى الجانب الفكري والأدبي من مسيرة الجمعية كثيراً من اهتمامه وأفلح في جذب الصفوة من المثقفين، إن صفاء النفس وتهذيب الكلمة، والقدرة على استيعاب الرأي الآخر والإفساح له وتقديره، هو الذي يعطي منتديات الأدب قوتها ويمنحها جذوة النور التي لا تستطيع الانطلاق من دونها.
لم أر معالي السيد الدكتور غازي عبيد مدني فرحاً ومتألقاً كما رأيته في ليلة الوفاء الجميل، ولقد نشأ أبو ((عبيد)) في منزل ينشد فيه الشعر، ويروى فيه التاريخ، فوالده السيد ((عبيد)) كان شيخ الشعراء في بلد المصطفى صلى الله عليه وسلم لأكثر من نصف قرن، وكان الشعراء في حقبة ماضية يتناشدون الشعر في ((الأبارية)) حيث دارة إبراهيم الأسكوبي، أو في الأنورية. نسبة إلى السيد أنور عشقي. وفي أم الشجرة البستان الذي جعل منه السيد عبدالله مدني منتدى أدبياً وكان من رواده شاعر المدينة الكبير ((محمد العمري))، الذي كانت قصيدته النونية وما زالت شعراً يروى لأنها تصور مأساة خروج أهل ((المدينة)) في حادثة ((سفر بلك)) هذه الحادثة التي كانت تشكل محوراً أساسياً في مذكراته الرائعة ((حياتي مع الجوع، والحب والحرب)).
تقول أبيات قصيدة ((العمري)) المتوفى سنة 1365هـ:
دار الهُدى خفَّ منك الأهل والسكن
واستفرغتْ جهدها في ربعك المحنُ
عفا المصلَّى إلى سلع، إلى جشم
والحرَّتان ومرأى أرضها الحسن
أقوى العقيق إلى الجمَّا، إلى أحد
إلى قباء التي يحيا بها الشجن
منازل شبَّ فيها الدين واكتملت
آياته فاستعارت نورها المدن
لأي أرض يشدُّ الرحل راكبه
يبغي المثوبة أم يشتاقه عطن
أبعد روضتها الغنَّا وقبتها ال
خضراء يحلو بعيني مسلم وطن
ما غوطة الشام، ما نهر الأبلَّة ما
حمراء غرناطة، ما مصر ما اليمن
كل المنى في رحاب المصطفى جمعت
ديناً، ودنيا فما في مثلها وطن
 
طباعة

تعليق

 القراءات :677  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 436 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.