شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كيف غطى اليهود الحقائق إعلامياً وفكرياً؟‍! (1)
ربما لا يعرف البعض أن الصِّراع في إيرلندا الشمالية يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي حيث وقعت المعركة التي تحمل اسم “Boyne”، والتي انتصر فيها البروتستانت على الكاثوليك، ومع أن الغرب يعرف أن الصراع الدائر في هذا الجزء من المملكة المتحدة هو صراعٌ ديني محض إلا أنَّ الإعلام الغربي صوَّر هذا الصراع وما تخللته من حوادث دامية ذهب ضحيتها الآلاف من الطرفين المتصارعين صوَّره على أنَّه صراعٌ سياسي تريد فيه منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي المعروفة بالرَّمز I.R.A الانضمام إلى جمهورية إيرلندا المستقلة، بينما تسعى المنظمات البروتستانتية للبقاء تحت التَّاج البريطاني، بينما هو في حقيقته صراعٌ ديني محض ولكن المؤسسات الغربية الإعلامية وبقدراتها الفائقة في هذا الميدان استطاعت أن تخفي الخلفية الحقيقة للصراع، بينما تعرف هذه الدوائر الإعلامية الغربية أن زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي Democratic, Unionist Party، هو القس أو الواعظ إيان بيزلي Ian, Paisley وهو بروتستانتي حَرْفي، ويقابله في الصفة الأخرى الكاثوليكي ((جيري آدمز)) Gerry, Adams، الذي استقبلته الأوساط الأمريكية السياسية وخصوصاً في حقبة بيل كلينتون بكل حفاوةٍ من باب التعاطف مع الإيرلنديين الكاثوليك والذين هاجر عدد كبير منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية ووصلوا إلى أرقى المراكز السياسية والفكرية في المهجر الجديد الذي اختاروا الانتقال إليه بسبب الصراع الذي أنهك جميع القوى في مقاطعة إيرلندا، ومع أن دواننغ ستريت كان يتحفظ على ظهور ((آدمز)) في الأجهزة الإعلامية البريطانية، إلا أنه تحت الضغوط الأمريكية والتي يمثلها النَّائبُ اللبناني الأصل جورج ميتشيل كوسيط بين الأطراف المتصارعة في إيرلندا، تحت ضغط هذا التأثير الأمريكي الدَّائم رضخ رئيس وزراء بريطانيا ((توني بلير)) واستقبل ((آدمز)) في مقر الحكومة البريطانية بـ((دواننغ ستريت)) في الوقت الذي استمرَّ فيه حزب العمال البريطاني في سياسة عدم الاعتراف بمنظمة التحرير، وعدم مقابلة أي من قياداتها لمدة تزيد على ثلاثين عاماً تضامناً مع اللُّوبي اليهودي داخل الحزب الذي صور العرب على أنهم الجلاد وصور اليهود في المقابل بأنهم الضحيَّة، مع أن اليهود قد احتلوا أرْضاً مأهولة بسكانها الأصليين من الفلسطينيين، واستطاعوا عن طريق الإرهاب الجسدي والنفسي تهجير ما يقرب من ثلاثة ملايين فلسطيني في أرض الشتات، ولم يسلم الغرب - نفسه - من سياسة الإرهاب التي انتهجتها عصابات ((الأرغون)) والهاغاناة، وكان من بين الضحايا الأبرياء الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد موين، Lord - Moyne، وذلك في نوفمبر 1944م، كما لقي الوسيط الدولي الكونت برنادوت Count Bernadotte، المصير نفسه في سبتمبر 1948م.
وإذا كان الصراع في إيرلندا في حقيقته دينياً ونجحت أجهزة الإعلام الغربي في تصويره على أنهُ صراعٌ سياسي، وإذا كان الزُّعماءُ اليهود تلوثت أيديهم بمن فيهم ((إسحاق رابين)) بدماء الأبرياء العرب من شيوخ ونساء وأطفال، ولم يعترف اليهود كذلك حتى الآن بمسؤولياتهم الكاملة عن مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، وقبيه، واللد، وصبرا وشاتيلا فإنَّ هذا الإعلام كان له دورٌ في تغطية الحقائق عن الإرهاب في أرض فلسطين، وهذا ما حدا بمفكِّرين بريطانيَّيْن وهما ((مايكل آدمز)) Michael- Adams،وكريستوفر مايهو: Christopher - Mayhew، بإصدار كتابٍ يحمل اسم معاناتهما الحقيقية في تجميع معلوماته ونشره، وهو ((أنشره، لا تنشره، تعميمة شؤون الشرق الأوسط)).
“Publish, It Not, The middle East Cover Up”.
ولم يكتف اليهود بالتغلغل في أجهزة الإعلام الغربي فالصحف الرَّصينة في الغرب مثل: التايمز، والديلي تلغراف، وصنداي تايمز لا تزال حُصوناً منيعة للُّوبي الصهيوني داخل بريطانيا، بل إنَّ بعض كُتَّابها من الإنجليز منْ هُو متحمِّسٌ للكيان الصهيوني العنصري أكثر من اليهود أنفسهم.
وتظل صحف مثل الجارديان والأوبزرفر تملك شيئاً من الجرأة لقول الحقيقة في الشرق الأوسط نعم لم يكتف اليهود بهذا التسلُّل إلى المؤسسات الفكرية والإعلامية الغربية ومحاولة تملكها للسَّيطرة على الذهنية الغربية وتسييرها في الطريق الذي يخدم كياناً أصبح يقوده الحاخامات وليس زعماء السياسة، وأضْحى التجمُّع عند حائط المبكى والقراءة عنده بصورةٍ هستيرية، أو الوقوف عند تمثال الإرهابي ((غولد شتاين)) سفاح مجزرة الحرم الإبراهيمي، والدوران حول هذا التمثال صورة حضارية يقدسها الغربيون ويدافعون عنها.
بل أضافوا إلى ذلك سعيهم الدؤوب إلى تصوير الإسلام بعد حقبة الحرب الباردة على أنَّهُ العدو الحقيقي للغرب، وإذا كان اليهود حققوا عن طريق تزويدهم، وخداعهم، ومكرهم ما يتطلعون إليه وما يخدم وجودهم في المجتمعات الغربية، فما الذي فعله العرب على مدى هذه العقود الطويلة للكشف عن الحقيقة أو شيء من الحقيقة للآخرين؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :624  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 428 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.