شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كُتَّابٌ أنْشَدُوا للتَّميز وآخرون للنِّيل! (1)
الرِّوائي الإنجليزي الأَصْل Martin Amis ، وصف بَلَدهُ الأَصْلي مِنْ حيث يقيم في الولايات المتحدة - أنها في حالة رُكُود أدبي، وجاء وصْفه للبيئةِ الأدبية في بلاده في وقت يستعدُّ فيه الكاتب الذي يُوصَفُ أنه مِنْ خير مَنْ أنتجتْ الجزيرة البريطانية في فنِّ الكتابة القصصية - للحصول على الجنسية الأمريكية، وقد حققت قصَّته البوليسية المعروفة “Night Train”، والتي كتبها عام 1998م بحسب التَّقرير الإخباري الذي كَتَبه James - Bone، في صحيفة التَّايمز اللندنية (Saturday, May, 13, 2000) حَقَّقَتْ مستوى كبيراً مِن الانتشار والذيوع الأدبي.
الرِّوائي: Amis، لم يُنكر أنَّهُ جُزْء من التُّراث الأدبي البريطاني الرِّوائي، ولكنه وجد في أمريكا البيئة المُلائمة التي يمكن أن تَمْنَح الكاتب الحُريَّة المطلوبة للكتابة الأدبية.
ومن قبْل Amis نجد أنَّ كَاتِباً كبيراً مثل: Hopkins Sir, Anthony، نزح منْ بريطانيا ليجد في أمريكا ملاذاً أدبياً فسيحاً ورائعاً وحصل على الجنسية الأمريكية، مما دفع بالرِّوائي Amis، أن يسير على خطوات Hopkins، وغيره، ويسعى على العكس لما كان يسعى الكُتَّاب الأمريكيون للحصول عليه في الماضي وهو الجنسية البريطانية، بمعنى أنَّ أحفاد ((شكسبير)) و((ديكنز)) و ((بينيت))، يروْنَ في الجنسية الأمريكية مطمحاً لهم وهدفاً هُروباً مما وصفه Amis بالمياه الرَّاكدة في الجزيرة البريطانية، بعد أنْ كانت مياه ((التميز)) تُشكِّلُ عالماً أسطوريّاً حَالماً عِنْدَ الكاتب الأمريكي الأَصْل: ت،س: إليوت: T.S. Eliot في قصيدة القصْر المشهورة ((الأرْضُ اليباب)) The, Waste, Land والتي تغنّى فيها بمياه ((التَّميز)) وأوْدَعها سرَّ حياته التي كتب منْ أجله هذه القصيدة التي اعتبرت فتْحاً جديداً في تقنية الكتابة الشِّعرية الحديثة، ومع أَنَّهُ عندما كتبها كان له مِنْ العُمْر أربعة وثلاثون عاماً - عام 1922م، إلا أنها كانت تُمثِّل نقلةَ نوعيَّةَ منْ المرحلة الإليزابثية السَّاكنة إلى مرحلة تمثل فضاء غير مسبوق للشِّعْر:
يقول إليوت مخاطباً النَّهْرَ العَظيم:
أيها التَّميز الحبيب، إجْرِ الهوينا، حتّى أتمَّ أغنيتي.
النَّهرُ لا يَحْمِلُ قناني فارغة، أوراق شطائر.
مناديل حرير، علب مقوَّى، أعقاب دُخان.
أَوْ شواهد أخْرى مِنْ ليالي الصَّيْف، الحوريات انصرفن ورفاقهنَّ المُتَسكعون مِنْ ورثة أرْبَاب المال.
ولم يتركوا عناوين.
عند مياه ((اليمان)) جلسْتُ وبكيتُ.
أيها ((التَّميز)) الحبيب اجْرِ الهُويْنا حتى أتمَّ أغنيتي.
أيها ((التَّميز)) الحبيب، اجْرِ الهوينا، لأنِّي لا أرْفَعُ صَوْتي عالياً ولا طويلاً
.انظر ((ت.س.إليوت، الأرْضُ اليباب، الشَّاعرْ والقصيدة، د. عبد الواحد لؤلؤة، ط1، 1400 - 1980، ((الجزء الموسوم موعظة النَّار)) لقد أَثار نُزُوح الأديب الإنجليزي Martin-Amis إلى ما كان يُعْرَفُ بالقارة الجديدة والتي كانَتْ في الماضي مُسْتعمرة بريطانية، ونزوح غيره مِنْ الأدباء الإنجليز مَوْجَة سخط كبيرة داخل الأوساط الأدبية البريطانية وتذكَّرْت كمْ مِنْ مواهب أدبية عربية نزحَتْ إلى بلاد الغرب وأبدعت هناك أدباً وشِعْراً ونثْراً، مِنْ أمثال، مصطفى بدوي، ووليد عرفات، ومحمود الغول، ومحمد عبد الحليم ممَّنْ أضحوا أسماء لامعةً في الجامعات البريطانية مُنْذُ الخمسينياتِ والسِّتينيات الميلادية.
ويَبْرُزُ في هذا السِّياق اسْم الرِّوائية العربية ((أهداف سويف))، والتي جَذَبَ عَملهَا الرِّوائي المعروف “The Map Of Love” أنظار النُّقاد الإنجليز، وكان ضِمْنَ الأعمال الأولية للحصول على جائزة بوكر “Booker” في دورتها الماضية، وإذا كان الرِّوائي “Amis” لم يتنصَّل مِنْ بيئتهِ الأدبية الحقيقية واعتبر إبْدَاعَهُ امتدَادَاً للتُّراثِ الإنجليزي في فنِّ القصَّة والرِّواية.
فإنَّ خطاباً حَمَله لي ((البريد)) مِنْ الجزيرة البريطانية بتاريخ 4 شعبان 1420هـ، من الرِّوائية ((سويف))، تقولُ فيه: ((فَعَمَلي وإنْ كَانَ بالإنجليزية - فهو عَربيُّ الهَويّةُ والوُجْدان)).
انتماءُ الكاتب لتراثه،ولُغته وأَرْضِهِ يَمْنح أعْمَالَهُ كثيراً من الخصوصية التي يبحث عنها الآخرون عنْد قراءة أعمال كُتَّاب اضطرتهم الظُّروف للنُّزوح مِنْ أَوطانهم، ويجعله كبيراً في أعْيُن مَنْ يتلقون أدَباً يُكْتَبُ بلغةِ عالمية، ولكنه يسْتقِي أحداثه وشُخُوصَهُ مِنْ عَوالم ثرية بتجاربها وتقاليدها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :664  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 423 من 482
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل